في يوم الأحد 15-3-1429هـ جاء المقدَّر المحتوم ليفارق حبيبنا الخال/ زيد بن سلمان بن علي الدريهم الدنيا إلى دار المعاد، لقد أصابنا الذهول، نعم، إن الموت حق، ولكن المفاجأة لها وقعها الخاص، دهشة وتحيّراً وصعوبة في استيعاب ما جرى، لم أستطع أن أحبس عيوني عن البكاء على أبي سلمان، وقفت الكلمات على الشفاه والآهات على الحناجر والدموع على العيون، وفي تعثّر الكلمات والآهات، كان هناك صمت رهيب أخذ بالمشاعر والقلوب لما حدث، يا محبي أبي سلمان: لقد رحل، لكن قبل رحيله ذوَّب حبَّه في نفوسكم وسقاكم إياه، وأضفى عليكم المشاعر والأحاسيس التي تجعله خالداً في كل نفس صاحبَته وعاشرته، يا محبي أبي سلمان: كلنا إلى هذه الرحلة قادمون عاجلاً أو آجلاً، قدم غيرنا إليها وشرب كأس الموت، وقد رحل إلى عالم آخر، وسنشرب الكأس إياه، فماذا أعددنا لهذه الرحلة القادمة لا محالة؟ لقد رحل أبو سلمان عن دنيانا بعد أن حفر اسمه بأحرف من نور في أفئدتنا، وكانت سيرته زكية تفوح عبيراً وعطاءً، وكان - رحمه الله- كبيراً في حبه للناس، كبيراً في قلبه الطيب، كبيراً في تسامحه، كبيراً في صلة رحمه، كبيراً في روحه المرحة، كبيراً في حب الناس له، ولقد عرفت فيه الحب والعطف واللين ومحبة الناس ومحبة التآلف ومحبة القيام بالواجبات الاجتماعية، لقد رأيت عيون أحبابك في ذلك المساء الحزين فيها كثير من الدموع، وقلوباً حزينة لفقدك، وألسنتهم تلهج بالدعاء لك، وأذهاناً تسترجع العديد من خصالك وصفاتك الحميدة، وسيبقى ذكرك العطر في نفوسنا. وفي الختام نسأل الله أن يتغمدك برحمته، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وجميعنا وإياك في دار كرامته، وأن يجعل في ذريتك البركة والصلاح، إنه كريم مجيب الدعاء.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}