Al Jazirah NewsPaper Monday  07/04/2008 G Issue 12975
الأثنين 01 ربيع الثاني 1429   العدد  12975
النقلة المرجوة في العمل المشترك

تتعاظم الحاجة إلى عمل عربي منظم وسريع لمواجهة أزمات عديدة، ربما أكثرها إلحاحا حاليا تلك المتعلقة بالغذاء، فعلى الصعيد العالمي تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعا جنونيا انعكس مباشرة على الأوضاع في عدة دول عربية، وفي وقت بدأ فيه أن جانبا كبيراً من المواد المخصصة لغذاء الإنسان بدأت تجد طريقها إلى معامل الطاقة لاستخدامها كوقود مثل تحويل الذرة إلى ايثانول تسير به السيارات..

ومن الواضح أن الأزمات الغذائية، وفقا لهذه المعطيات الجديدة وغيرها، يمكن أن تتفاقم بشكل أكبر، ولعل ذلك ما يستوجب التحرك بطريقة سريعة من أجل استباق الأزمات المتوقعة..

وتبدو الفرصة مواتية أمام ابتدار الحلول على الصعيد العربي من خلال تنشيط آليات التعاون المشترك، وهناك خطط عديدة بهذا الصدد يلزم فقط نفض الغبار عنها والدفع بها نحو التنفيذ، ويلزم هنا بشكل خاص العمل وفقا لاستغلال الإمكانات المتوفرة لدى كل جانب عربي، فالعالم العربي لا تعوزه الإمكانات الزراعية الهائلة من مياه وأراض وقوى بشرية، لكن في كل دولة من الدول المعنية هناك افتقار إلى جانب معين من هذه العناصر، فالبلد الذي تتوافر فيها مقومات المياه والأراضي يفتقر إلى الأموال التي يمكن استثمارها في الزراعة، والذين تتوفر لديهم الأموال تعوزهم المياه وربما القوى البشرية..

ويصبح من المهم إزاء ذلك أن تتكامل هذه العناصر وبالطريقة التي يمكن معها الحديث بثقة عن أمن غذائي تتوفر جميع مقومات تحقيقه بالطريقة الجماعية المثلى.

وقد يشجع ذلك على المدى المتوسط أو البعيد في خلق واقع جديد، يمكن معه التطلع إلى آفاق واعدة من العمل المشترك، عندما يصبح بالإمكان الإفادة إلى أقصى مدى من المنتجات وتحويلها إلى صناعات زراعية متطورة تستطيع غزو الأسواق الخارجية بعد اكتفاء الدول العربية منها.

وفي كل الأحوال فإن المضي قدما في مثل هذه المشروعات، التي ندرك أن الإشارة إليها ليس أمرا جديدا، يعني أننا يمكن أن نستشرف فترة جديدة تتمكن فيها الدول العربية من عدم الارتهان للخارج من أجل الحصول على غذائها فضلا عما يتيحه ذلك من تقوية للتواصل، خصوصا أن الأمر هنا يتعلق بتحقيق مصالح وتوفير مواد حيوية بدأت تأخذ منذ سنوات الشكل الاستراتيجي، فالجميع في أنحاء العالم يتحدثون عن القمح باعتباره سلعة استراتيجية.

إن الفوائد المتحققة تتجاوز مجرد توفير الغذاء إلى العمل السياسي المشترك الذي سيكون عندها مدعوما بتواصل حقيقي تعزز من حيويته إنجازات حقيقية على أرض الواقع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد