Al Jazirah NewsPaper Saturday  12/04/2008 G Issue 12980
السبت 06 ربيع الثاني 1429   العدد  12980
ذكرى غزو العراق

على الرغم من تراجع دور حرب العراق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتلال موضوع الاقتصاد العناوين الرئيسية والصدارة في جدول أولويات واهتمامات الناخبين الأمريكيين، إلا أنه لا يمكن أن تمر الذكرى السنوية الخامسة لغزو العراق بدون أن يستغلها المرشحون الرئاسيون لشرح مواقفهم منها.

وبهذا الصدد أعلنت السيناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون أن لديها خطة لسحب القوات الأمريكية من العراق، مشيرةً إلى أنها في حال انتخابها رئيساً فسوف تتشاور مع رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير الدفاع ومستشاري الأمن القومي وتطلب منهم إعداد خطة للبدء في سحب القوات من العراق في غضون 60 يوماً، مضيفةً أنها سترسل إشعاراً للحكومة العراقية بأنه يتعين عليها الاضطلاع بمسؤولياتها. وقالت إنه إذا لم يكن العراقيون مستعدين لتولي المسؤولية بأنفسهم - فلن يغير ذلك من الأمر شيئا، وأعتقد أن أفضل سبيل لدفع العراقيين إلى التحرك هو إنهاء هذا الوضع المفتوح وأن نقول إننا راحلون ويتعين عليكم النهوض والقيام بما يتعين عليكم فعله. من جهته، جدد السيناتور باراك أوباما انتقاده اللاذع للأسس التي استندت إليها إدارة الرئيس بوش لخوض الحرب في العراق، مؤكداً من جديد رأيه بأن هذه الحرب جعلت الولايات المتحدة أقل أمناً مما كانت عليه من قبل وقال: (هناك فجوة أمنية بين العبارات التي يستخدمها من يدّعون الصلابة فيما يتصل بقضايا الأمن القومي والواقع المتمثل في تزايد الإحساس بعدم الأمان بسبب القرارات التي اتخذوها).

أما على الصعيد الجمهوري، فقد آثر المرشح الوحيد جون ماكين زيارة العراق يرافقه صديقاه المقربان وأبرز مؤيديه في مجلس الشيوخ الأمريكي وهما السيناتور المستقل جوزيف ليبرمان والجمهوري ليندزي غراهام. وعلى الرغم من أن ماكين قد شدد على أن الهدف من جولته التي تشمل عدداً من الدول في أوروبا والشرق الأوسط هو تقصي الحقائق وأنه لا علاقة لها بالانتخابات الأمريكية. غير المتابعين لخطة جون ماكين منذ ضمانه ترشيح حزبه لانتخابات الرئاسية يعرفون جيداً أن ماكين يريد بزيارته للعراق الاطلاع على واقع الحال والاستماع إلى تقييم القادة الأمريكيين الميدانيين، كما أنه يحمل بجعبته الكثير من المواضيع والأفكار لطرحها على القادة العراقيين تمهيداً للمنافسة الانتخابية الكبرى التي ستضعه أمام كلينتون أو أوباما الصيف المقبل. كما لاحظ المراقبون أن اختيار لماكين لصديقيه ليندزي غراهام وجوزيف ليبرلمان وكأنه يحاول أن يرسل رسائل إيجابية حول استعداده للتعاون والشراكة بين الحزبين، وهي الصورة التي يجب أن يقدمها ماكين للناخبين بأن الحكومة التي سيشكلها في حال انتخابه ستكون حكومة وسط، وذلك إذا كان يرغب في استمالة أصوات الناخبين المستقلين الذين سيحددون نتيجة الانتخابات.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد