Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/04/2008 G Issue 12988
الأحد 14 ربيع الثاني 1429   العدد  12988
أضواء
صراع اللصوص
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مثلما توقعنا في مقالات سابقة امتدت المعارك الدائرة بين الصدريين والأحزاب الشيعية المشكِّلة لحكومة المالكي إلى محافظات الجنوب؛ إذ تشهد مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار (الناصرية) معارك ضارية بين مقاتلي جيش المهدي وقوات الشرطة، الذين كانوا في الأساس مقاتلين في منظمة بدر وضمهم باقر صولاغ عندما كان وزيراً في حكومة إبراهيم الجعفري إلى أجهزة الشرطة العراقية؛ كونه عضواً في حزب عبدالعزيز الحكيم التي تعد منظمة بدر ذراعه العسكري.

وقصة قضاء سوق شيوخ شبيهة بقصص المدن والأقضية في جنوب العراق، التي كان يتقاسم أهل السنة والشيعة السكن فيها، وسوق شيوخ وسعها وعمل على إنشائها أهل السنة، وكانوا الأكثرية من خلال أحيائهم الأربعة، إلا أنه بعد تغير النظام السابق ووصول حكومات الأحزاب الشيعية إلى الحكم في العراق جرت حروب ومعارك عنصرية أدت إلى إخراج وإبعاد أهل السنة من سوق الشيوخ، مثلما حصل في مدينة الزبير، المدينة التي كان لا يسكنها إلا أهل السنة وقلة قليلة قدمت من محافظة ميسان (العمارة)، وكانوا يسمونهم في الزبير (العرب)، إلا أن الزبير فرغت من أهلها السنة، ولم يتبقَّ منهم سوى القليل، بل حتى اسم المدينة التاريخية غُيِّر إلى اسم (الزهراء)..! بعد أن خُّرب مسجد سيدنا الزبير بن العوام وهُدم..!!.

أيضاً قضاء أبو الخصيب -الذي كانت تقيم فيه أكثرية كبيرة من أهل السنة- حوصر أهله، وبعد استقدام عصابات عبر الحدود زودتها الأحزاب الطائفية بالأسلحة؛ مما أدى إلى هجرة الكثير من أهل أبو الخصيب، وهذا ما حصل في مدن وأحياء كثيرة في محافظة الكوت ومدينة الناصرية التي أنشأها الشيخ ناصر السعدون، واليه ينسب اسمها، وكذلك السماوة والرفاعي والديوانية، جميعها مدن كان أهل السنة يشكلون أكثرية سكان فيها.

أين هم الآن؟!.. وماذا تبقى منهم؟!..

الكثير منهم هُجِّروا من مدنهم ومسقط رأسهم، بعد أن حاصرتهم مليشيات الأحزاب الطائفية، وكثير من العوائل السنية العربية تقيم الآن في الأنبار والرمادي والفلوجة وهيت وتكريت وديالى والموصل، ومنهم من هرب إلى خارج العراق حيث يقيمون في سورية والأردن ومصر ودول الخليج، واستولى على منازلهم وممتلكاتهم مليشيات الأحزاب الطائفية التي تتصارع الآن على (الغنائم) التي نهبها أولاً مليشيات المهدي، وتريد مليشيات الحكيم والمالكي والجعفري استغلال التوجه السياسي بإلغاء دور الصدريين عسكرياً وسياسياً لانتزاع ما سرقه الصدريون من أهل السنة في تلك المدن.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد