Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/04/2008 G Issue 12988
الأحد 14 ربيع الثاني 1429   العدد  12988

دفق قلم
حلقات التحفيظ والمواطن الصالح
عبد الرحمن صالح العشماوي

 

أثلج صدري حديث هاتفي بيني وبين الأستاذ المهندس عبدالعزيز حنفي المشرف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بجدة، ذكر لي فيه الأثر الإيجابي الكبير للقرآن الكريم في بناء عقل الإنسان وقلبه حتى يكون إنسانا فاعلا، ومواطنا صالحا، وطاقة متميزة ذات دور كبير في الأسرة والمجتمع والوطن، ومع أن هذه النتيجة مؤكدة ومعروفة إلا أن الحديث عنها من خلال الواقع والتجربة والأرقام يثلج الصدر فعلا.

نحن نعلم أن هنالك من ينظر إلى هذه الحلقات المباركات بمنظار أسود، ويحاول أن ينال منها ومن القائمين عليها بتضخيم ما قد يحدث من الأخطاء التي لا يخلو منها عمل بشري، وبالتشكيك فيها ومحاولة الربط - غير المعقول - بينها وبين مظاهر الإرهاب، ولكن أصحاب ذلك المنظار الأسود سرعان ما يتوارون أمام الحقائق الناصعة، والأثر الإيجابي الذي يراه الناس لهذه الحلقات رأي العين في وضح النهار.

عدد طلاب حلقات القرآن الكريم في محافظة جدة سبعة وأربعون ألف طالب وطالبة، ينهلون من نبع كتاب الله الصافي، وترقى عقولهم وقلوبهم وتصفو مشاعرهم بما يجدون من اطمئنان ويقين من تلاوتهم وحفظهم لكتاب الله. إن تأثير القرآن الكريم في شخصية الطالب والطالبة أمر معلوم، تشهد به الأسر، والمعلمون والمعلمات، فالفرق واضح بين طالب منَّ الله عليه بالارتباط بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا، وبين طالب حرم من هذا الفضل الكبير، ويظهر الفرق في تكوين الشخصية، وصفاء الذهن ونمو القدرة على الفهم والاستيعاب، والانضباط الواضح في السلوك وطريقة التعامل، والمستوى الدراسي المتميز، والارتباط بأصالة اللغة العربية وبيانها وبلاغتها وسلامة أسلوبها.

ومما يؤكد هذا الأثر ما يشهد به المسؤولون في السجون من التغير الكبير إلى الأفضل الذي يحدث عند السجناء رجالا ونساء، الذين يلتحقون بحلقات تحفيظ القرآن الكريم داخل السجون.

يؤكد المهندس عبدالعزيز حنفي ذلك كله من خلال التجربة ويشير إلى أن حلقات القرآن الكريم في سجون جدة التي بلغت إحدى وثلاثين حلقة تقوم بدور كبير في إصلاح نفوسهم، وإسعاد قلوبهم، وتحقيق الاستقرار النفسي لهم، ويدل على ذلك ما يذكره المسؤولون في السجون من أن السجين الذي يتسنى له تلاوة وحفظ القرآن الكريم وتجويده يصبح شخصا مستقرا مطمئن القلب قادرا على التخلص السريع من أخطائه التي جلبته إلى السجن، ونادرا ما يعود إلى السجن بعد الإفراج عنه، فإنه يخرج مواطنا صالحا، محبا للخير، حاملا للقرآن الكريم بين جنبيه، وكفى بذلك صلاحا وثباتا واطمئنانا.

لقد أشار المهندس عبدالعزيز إلى الدعم المعنوي والمادي الذي تتلقاه هذه الحلقات القرآنية المباركة من أهل هذه البلاد حكومة وشعبا، وأشاد بدعم الدولة وحرصها على هذه الينابيع القرآنية الصافية، كما أشاد بدور رجال الأعمال الذين يدعمون هذا العمل الجلي.

ونحن هنا نشيد، وندعو لهذه الحلقات والقائمين عليها والداعمين لها بالتوفيق والبركة والأجر الوفير.

إشارة:

سلام على من يبذلون سلاما

ومن نصبوا للمكرمات خياما

www.AWFAZ.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد