Al Jazirah NewsPaper Sunday  20/04/2008 G Issue 12988
الأحد 14 ربيع الثاني 1429   العدد  12988
المتشددون يا وزارة الداخلية
فايز بن ظاهر الشراري

إن التشدد الديني لا يقف خطره وضرره عند حد تشويه صورة الدين وتنفير العالم منه فحسب بل إنه يتعدى ذلك ليصل إلى المساس بطريق التنمية الوطنية الشاملة. فهو بمثابة حجر عثرة أمام طريق التغيير والتطوير والذي هو من طبيعة البشر ومن سنن هذا العالم.

فالمتشددون يرون أن أي شيء جديد يحدثه مجتمعنا وخصوصاً إذا كان مقتبساً من الغرب سيفضي إلى إبعاد الهيمنة الدينية عن عقول وقلوب المواطنين ومن ثم سيكون ذلك باباً لدخول معتقدات ومفاهيم غربية أكثرها يكون مرتبطاً بديانات مسيحية أو يهودية إلى المجتمع ومن ثم ارتداد الكثيرين عن دين الإسلام بشكل كامل أو بشكل جزئي.

في ربيع الرياض لهذا العام 1429هـ تم القبض على اثني عشر شخصاً من المتشددين والذين وصل بهم تشددهم إلى تكسير زجاج سيارات رواد المهرجان والعبث بلوحات المهرجان الذي تنظمه أمانة منطقة الرياض والقيام بفوضى في المهرجان كتعبير عن رفضهم لهذا المهرجان والذين يرى فكرهم المتشدد أنه دخيل على مجتمعنا وأن فيه تقليداً للغرب.

في حياتنا العامة وفي كل زاوية من زوايا المجتمع نرى أشكالاً كثيرة شبيهة بهؤلاء الأشخاص الذين حاولوا إيقاف مهرجان ربيع الرياض حيث إن هذا الفكر المتشدد منتشر في مجتمعنا ويتخذ لهم صوراً وأشكالاً كثيرة تنبئ كلها بأن خطر التشدد والتطرف لايزال قائماً وأن الجيل الراهن لا يزال يأخذ دروساً في هذا التشدد البغيض.

وقد أحسن رجال الأمن صنعاً بإيقاف هؤلاء المتشددين العابثين كما أنني آمل أيضاً ألا يتوقف دور رجال الأمن عند حد انتظار المتشدد ليعلن عن نفسه من خلال سلوكياته التي تظهر من منطلق فكره البغيض حيث إنه يتوجب على رجال الأمن المبادرة إلى المتشددين تماماً كما هي الضربات الاستباقية التي يقوم بها رجال أمننا البواسل ضد الإرهابيين والذين نشأ خطرهم أساساً من هذا التشدد الديني الخطير.

إنني أتأمل من وزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أن تقوم بعمليات استباقية للوصول إلى أوكار المتشددين في كل مكان فهؤلاء المتشددون هم شرارة الإرهاب وهم من يبثون الفرقة بين المواطنين وهم من يربون الناشئة على التطرف الديني وهم من يعينون الإرهابيين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية في وطننا العزيز، حيث اتخذ هؤلاء المتشددون من الأماكن العامة ومن مقار العمل ومن المساجد والأسواق والاستراحات والمناسبات العامة منابر لبث فكرهم المتشدد وإثارة المواطنين على مجتمعهم وعلى مؤسساته يساعدهم في ذلك تلك المعايير الشكلية للتدين والتي لطالما غررت بكثير من المواطنين حيث أصبح الثوب القصير دليلاً على كمال الإيمان ودليل على صدق وورع الإنسان حتى استطاع أعداء الدين والوطن التغرير ببعض شباب الوطن حتى أصبحوا في أيديهم قنابل موقوتة تم استخدامها لزعزعة أمن الوطن والنيل من ممتلكاته ومكتسباته.

في كل مرة أسمع فيها إشاعة أو أقرأ فيها رسالة تظهر على شاشة الجوال تتضمن بعض القصص والدعوات المضللة والتي تم استخدام الدين غطاء لها لترويجها تزيد رغبتي في أن تقوم وزارة الداخلية بالتحرك سريعاً لكشف أولئك الذين يقفون خلف تلك الشائعات والأكاذيب والتي لا يهدف أصحابها إلا إلحاق الضرر بالوطن وبممتلكاته وإيقاف عجلة التنمية والتطور في هذا الوطن الغالي.



fauz11@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد