Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/05/2008 G Issue 13004
الثلاثاء 01 جمادى الأول 1429   العدد  13004
جمود التسوية

رغم الزيارات المتتالية لمسئولي الإدارة الأمريكية إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية بغرض دفع جهود التسوية إلى الأمام فمن الواضح أن هناك جمودا حقيقيا على هذا الصعيد، فالأقوال والتصريحات التي يدلي بها هؤلاء وآخرهم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لا تنبئ بأن ثمة نقلة نوعية تتحقق، فالوزيرة الأمريكية قالت خلال زيارتها الحالية للمنطقة إن المستوطنات تثير المشاكل في طريق السلام، ومع ذلك فإنه ليست ثمة جهود حقيقية تبذل في هذا المقام لإزالة تلك المشاكل من طريق السلام.

ورغم التبرم الذي تبديه الإدارة الأمريكية تجاه المستوطنات فإن هناك ضمانات حقيقية حصلت عليها إسرائيل من واشنطن بشأن التأمين على سياستها الاستيطانية، ولهذا فإن إسرائيل تبدو غير عابئة بالاحتجاجات الدولية المتواصلة على سياستها الاستيطانية طالما أنها في مأمن من خطوات أمريكية حاسمة لزجرها بهذا الشأن.

ولعل ذلك ما يضفى على تحركات السلام الكثير من الغموض إلى الدرجة التي يمكن معها القول إن ما يجري من جهود لا يمكن التعويل عليه في غياب الضغط على إسرائيل بشأن الاستيطان وغيره من القضايا ذات الصلة الوثيقة بعملية السلام.

وهنا إحساس واضح بنفاد الصبر وسط المسئولين الفلسطينيين مما تفعله إسرائيل، ومن الدعم الذي تجده من قبل الدول التي يفترض أنها تتوسط في التسوية، فإسرائيل لم تلتزم بمقررات مؤتمر انابوليس، وهي ليست في وارد التزحزح قيد أنملة عن سياستها التوسعية الاستيطانية وعن نهجها العدواني المتمثل في الهجمات اليومية على المدنيين في غزة وما ترتكبه من مذابح بحقهم.

ومع ذلك فإنه من الواضح أن هناك جهدا يبذل في اتجاه السلام، لكنه على الأقل فيما يتصل بالإدارة الأمريكية، هو جهد يتسق مع التصور الإسرائيلي الناقص للسلام، فسلام يستبعد إزالة الكيانات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، ولا يعترف بحق العودة ولا بفلسطينية القدس، هو سلام لا يمكن أن يلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.

وعلى ضوء ذلك فإن العودة في كل مرة إلى المربع الأول في جهود التسوية، يعني أن هذه الجهود تفتقر إلى الجدية كما تبتعد عن أسس السلام الحقيقي، وهذا أمر أكثر من مفجع باعتبار أنه مؤشر لكل ما هو غير سلمي، وهنا تحديدا يتم التلاقي مع الأهداف الإسرائيلية التي تجد في الحرب أفضل خيار لها، فالحرب تبعد إسرائيل (هواجس) السلام الذي يحرمها مما سرقته طوال عقود من أراض ومكتسبات فلسطينية وعربية بشكل عام.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244












 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد