Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/05/2008 G Issue 13004
الثلاثاء 01 جمادى الأول 1429   العدد  13004
لقاء الثلاثاء
صعبة على الهلال
عبد الكريم الجاسر

لم أتمكن من متابعة لقاء الهلال بالاتحاد الماضي لتواجدي في بيروت ضيفاً على برنامج ملفات رياضية في تليفزيون لبنان الجديد.. والذي صادف توقيت المباراة تقريبا.. لكن ما خرجت به من انطباعات حول أجواء المباراة وظروفها تقول إن كل ما تعرض له الفريق الهلالي قبل اللقاء قد آتى ثماره.. حيث واجه الاتحاديون فريقاً محطماً نفسياً جراء العقوبات والقرارات التي جعلت الهلاليين يعتقدون أن فوزهم بالمباراة غير ممكن مهما فعلوا داخل الملعب.. وجاءت قرارات حكم المباراة الإسباني غونزاليس لتؤكد هذا الإحساس بتجاهله ضربتي جزاء صريحتين وفي توقيت حاسم من أحداث المباراة.. مقابل احتساب ضربة جزاء قاسية قد تدخل في إطار تقدير الحكم أكثر منها نصاً صريحاً في القانون كما هي حالتي الهلال..

وثالثة الأثافي جاءت من قبل مدرب الفريق الهلالي السيد كوزمين والذي واكب الأجواء الهلالية المتوترة باندفاعه وعدم وضع أي حساب للقاء الإياب.

كل هذه الأوضاع قصمت ظهر الفريق الهلالي الذي عاش كثيراً من عدم التواجد الإداري الفاعل القادر على تجهيز الفريق وقيادته نحو تجاوز هذه الأجواء المشحونة التي يوضع بها الفريق قصراً..

من هنا كان لا بد أن يخسر الهلال لكنها ليست الخسارة القاسية التي خرج بها من المباراة.. فالهلال هذا الموسم هو الأفضل دفاعاً والأقوى أمام مرماه فضلاً عن المستويات الجيدة التي قدمها طوال الموسم والتي توجته بطلاً للدوري بكل جدارة واستحقاق.. ما يعني أن الخسارة بالأربعة لا يمكن أن تكون منطقية أو طبيعية في ظل مستوى الفريقين المعروف.

ولأن لقاء الإياب سيقام تقريباً بنفس الظروف والأجواء فإن الهلال في تصوري سيواجه صعوبة كبرى في التأهل بالنظر لفارق الأهداف الكبير ومستوى المنافس ومستوى الفريق نفسه هجومياً.. فالهلال هذا العام لم يسجل تقريباً أكثر من هدفين في المباراة باستثناء لقاء القادسية (42) ووضح فعلياً الضعف الهجومي الذي ارتبط بتألق ياسر وقدرته على التسجيل في المواقف والمباريات الصعبة.. في حين أن الفريق عموماً ليس مهيئاً لتسجيل أكثر من هدفين في ظل التوازن الدفاعي الذي يؤدي به وفي ظل هبوط مستوى معظم العناصر الفاعلة هجومياً سواء في الوسط الشلهوب، الدوسري، (مصاب) والتايب (موقوف) والفريدي، أضف إلى ذلك ضعف أداء الظهيرين هجومياً.

من هنا أقول إن الهلال غادر الموسم فعلياً بعد أن غادره نفسياً بعد الفوز باللقب أمام الاتحاد.

هذا الكلام ليس لتحطيم الفريق واللاعبين وإنما رؤية فعلية لواقع الأداء الهلالي ما يجعل الضغوط تخف على الفريق بحيث يحاول لاعبوه أن يؤدوا وفق إمكاناتهم وقدراتهم دون ضغوط أو آمال مبالغ بها..

فإن تحقق الهدف والمطلوب فبها ونعمت، وإن لم يكن فليس بالإمكان أفضل مما كان وكل هذه الأمور إجابتها بالتأكيد لدى لاعبي الهلال الذين قدموا لجماهيرهم بطولتين غاليتين وثمينتين جداً هذا الموسم يستحقون عليهما التقدير لقدرتهم على تجاوز كل العراقيل والصعوبات..

بندر والدور الغائب؟!

** يتطلع الهلاليون لسمو الأمير بندر بن محمد بكثير من التفاؤل.. بالنظر لمواقفه المشرفة مع النادي وتواجده الدائم مع الفريق وحضوره القوي والمشرف الذي عوض الكثير من الغياب الإداري على مدى الموسم.. ولذلك فإن المسؤولية تتضاعف على سموه بصفته نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف والرجل القوي القادر على رسم مستقبل النادي وصياغته مع أعضاء الشرف الفاعلين.. حيث تعتبر هذه الفترة من أصعب وأهم الفترات على الأندية فهي فترة الإعداد والتجهيز للمواسم المقبلة وفيها تحسم الكثير من الصفقات وتتخذ أهم القرارات.. والأوضاع الإدارية في النادي غامضة في ظل عدم وضوح مسألة ترشيح سمو الأمير بندر لنفسه للرئاسة أو استمرار الإدارة (المستبعد) أو فتح المجال لأعضاء الشرف الآخرين للتقدم لرئاسة النادي.

فالوضع الحالي غير صحيح وسيتسبب في الكثير من الإشكالات خصوصاً إذا ما فقد النادي مدربه بعد أن فقد أبرز مدافعيه مارسيلو تفاريس.. فالمستقبل الهلالي يتطلب الوضوح والصراحة لحسم الأوضاع الإدارية قبل أن تطير الطيور بأرزاقها..!

نريد الانضباط!

** نعم هذا ما يريده كل العقلاء في الوسط الرياضي.. نريد أجواء تنافسية صحية ومنافسات شريفة عادلة لا يتم التفريق فيها بين هذا النادي وذاك.. نريد أن نوجد رياضة حقيقية تجمع ولا تفرق، هكذا يريد الغالبية العظمى من الممارسين والمنتسبين للوسط الرياضي.. لكن الواقع للأسف يقول عكس ذلك وكل المؤثرات تؤكد أننا نحتاج لسنوات طويلة حتى يمكن أن تتقدم خطوة في ظل الكفاءات الإدارية التي تتولى مسؤولية العمل الإداري في لجان اتحاد الكرة.

** في كل تغيير ننتظر بارقة أمل لكن في النهاية نجد التغيير شكلياً وأن المشاكل نفسها تتكرر رغم تغير الأسماء..؟! ليطل السؤال الأهم: أين المشكلة؟! وكيف نعالجها؟!

حقيقة ومن متابعة للتحركات الإدارية في أروقة اللجان بعد التغييرات الأخيرة نجد أن أهم اللجان ولجنة المشاكل لجنة الانضباط لازال أعضاؤها يغطون في نوم عميق.. فلا اجتماعات لمناقشة اللوائح ولا خطة عمل وبرنامج زيارات للاتحادات المماثلة ولا يحزنون.. كل ما يفعلون هو الفرجة على المباريات عبر القناة المفضلة ومن ثم البحث عن الهلال لمعاقبته.. وكأن معاقبة هذا الفريق ستنهي كل مشاكل الكرة السعودية.. في الوقت الذي تحتاج فيه لوائح اللجنة للتعديل والدراسة والتحديث وتحتاج اللجنة للتواجد ومندوبيها في الملاعب ليعيشوا الحدث ويتخذوا القرارات الصحيحة وتحتاج اللجنة للبدء في علاج المشاكل من أساسها بحيث يتم إجبار الأندية على استخراج بطاقات عضوية لمشجعيها وتسجيلهم وحصر بيع التذاكر من خلال هذه البطاقات وإجبار الأندية على استخدام التقنية الحديثة للحاسب الآلي من خلال التعامل مع جماهيرها وتسجيلهم وصرف البطاقات لهم واتخاذ أدوار فعالة حقيقية في معالجة المشاكل إذا كانوا جادين فعلاً في العمل.. فالزمن تغير والعالم يتقدم ولجنتنا لازال أعضاؤها يحملون لوائحهم مصورة بأيديهم يقرؤون منها النصوص وكأننا في القرن الماضي.

العقوبات الأخيرة التي اتخذت كشفت بالفعل أن أعضاء اللجنة بعيدون جداً عن واقع التطور الحالي وأنهم عاجزون عن تقديم آراء واقتراحات وحلول للمشاكل الحالية.. فعقوبة نقل المباريات مثلاً ثبت فشلها وعدم عدالتها حيث إن الاستفادة من العقوبة هي لأطراف أخرى؛ ما يعني أهمية قصر العقوبة على الفريقين المعاقبين حتى وإن نفذت في الموسم القادم وإقامتها بدون جمهور لمعاقبة نفس الجمهور وفي نفس الملعب وهذا سيمنع أي مندسين بين الجماهير لعدم استفادة فرقهم من العقوبة لو حدثت كما يجب التأكد من قيام الجهات المعنية في الملاعب ومكاتب الرئاسة بمهامها ووضع آلية تنظيمية لكل المباريات يجبر الملعب والمكتب على التمشي بها وتنفيذها حرفياً بدلاً من العمل الشفوي الذي يجري حالياً في كل الملاعب وكأننا لا نملك الكفاءات والإمكانيات لتقديم عمل محترف.

أمور عديدة مطلوب من اللجنة التصدي لها ومعاقبتها ومباشرتها بدلاً من الاجتماع الشهير الذي يلي أي مباراة فيها أحداث.. فالمسألة تطورت واتحاد الكرة ولجانه لا يدركون خطورة استمرار مثل هذه الأجواء المشحونة والمؤثرة!

لمسات

** غادر تفاريس الهلال مجبراً والسبب عدم وجود رئيس المستقبل وتنفيذ تهديد الرئيس السابق بأن اللاعب سيغادر عند مغادرته كرسي الرئاسة!

***

** في الصيف ضيعت اللبن هذا ما ينطبق على الهلاليين الذين لم يفكروا في شراء عقده وتوقيع عقد طويل الأجل معه نظراً لأن استمرار الإدارة لم يكن مؤكداً..!

***

** لن يهتز الهلال بغياب تفاريس رغم أهمية واتفاق الجميع على حبه وتقديره.. فكما تضرر كماتشو وغاب عن الأنظار بمجرد مغادرة الهلال فسيكون مصير تفاريس نفس المصير.. يكفي أن كل من غادر الهلال لأي سبب يرد عليه الزعيم بالمزيد من البطولات والإنجازات!

***

** في أول موسم لمغادرة أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر حقق الهلال بطولتين كبيرتين وهكذا فعل بعد مغادرة يوسف الثنيان فلا خوف على الهلال الذي يصنع النجوم ويقدمهم.

***

** الثقة الزائدة والاستهتار بالخصم أخرج الشباب خاسراً بالأربعة من الحزم في أقوى مفاجآت المسابقة.. ومن حسن حظ الشبابيين وجود مباراة إياب ليحاولوا استعادة ما فقدوه والعمل على تقديم كأس البطولة الغالية لجماهيرهم ورئيسهم الرائع الذي لا يستحق الخروج من الموسم بلا بطولة!

***

** مرة قالوا الأمانة وأخرى الانضباط وثالثة الفنية وهكذا، غير أن الحقيقة المرة هي لا زالت في الخفاء وقد انكشفت أمام البعض!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6469 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد