Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
معالي الدكتور صالح المالك رحمه الله
د. فهد بن عبدالرحمن بن عبدالله السويدان*

لا حول ولا قوة إلا بالله أنت خلقتنا ولك محيانا وإليك مماتنا لا راد لقضائك وقدرك يا رب العالمين. انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك أمين عام مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين الموافق 21 - 5 - 1429 هـ الموافق 26 - 5 - 2008م وصلي عليه في مسجد الراجحي بمدينة الرياض بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء الموافق 22 - 5 - 1429هـ الموافق 27 - 5 - 2008م.

فإن المجتمع المتحضر يقيم أبناء بررة يحملون مشعل التقدم والرقي ويمضون بها قداماً نحو مستقبل أفضل واعد يحدوهم في ذلك ما حباهم الله به من موهبة وذكاء عبقري، وهؤلاء النفر من الناس يحق القول بأنهم بمثابة نماذج رائدة في المجال الخدمي والإبداعي والثقافي؛ حيث إن هؤلاء الرواد قد أعطوا المثل في العمل الجاد والإبداع المهني والتقدم العلمي وليس هذا انكباباً على الذات، بل عمل جماعي منسجم مع أهداف المجتمع متجانس مع ثقافته متوازن مع غاياته ومقاصده.

ويمكننا القول - عن يقين - إن هؤلاء النفر حملوا أمانة تنمية المجتمع وتضييق مسافة التقدم بينه وبين من سبقونا في مضمار التقدم والنهوض بالمجتمع وتطوره.

وحقيقة كل في مجال عمله قد حققوا قدراً كبيراً من النجاح الإنساني، ولذا ينبغي على الجيل اللاحق أن يتعرف خطاهم وسيرهم وما وصلوا إليها وما هو باق ليكملوا المسيرة تحت مظلة ثقافتنا وثوابتنا الملهمة لنا بالمضي قدماً للتعامل بالند مع شؤون العالم في مجالات أدائية تتوافق مع مصالحنا وغاياتنا وقيمنا وأخلاقيات مذهبيتنا وثقافتنا، هؤلاء النفر من الناس المخلصين الأوفياء هم الذين شاركوا بفكرهم وخبرتهم بإحداث نقلة حضارية مشهودة في مؤسسات آلية الدولة العصرية الحديثة بما لها من قوى تنظيمية وإمكانات مادية وبشرية فاعلة ووحدة إرادة وغايات واضحة وعلاقات حسنة وطيبة على الصعيد الإقليمي والدولي على السواء لما لها من مكانة طيبة وحضور جيد مرموق ليس على الصعيد السياسي فحسب بل يتخطاه إلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بل وأيضاً على صعيد وسائل الاتصال الجماهيري وهذا هو مرتكز أساسي في علاقاتنا وسياساتنا الخارجية التي لا تخضع لإملاءات أحد كائن من كان، ولا يهمنا إلا الصالح المشترك والجوار تحت مظلة الثوابت والروابط والعلاقات التاريخية وهذا هو المحور الأساسي كما سبق القول.

وفي نظر النخبة المثقفة وجماعة العمل السياسي والإعلامي - أن تصير هذه العلاقات أكثر قوة وفاعلية بوحدة الأهداف ووحدة الرأي ووحدة الصف أمام الاختراقات الثقافية، إن هؤلاء النفر من الناس العظماء نذكر منهم صاحب المعالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك، أمين عام مجلس الشورى - رحمه الله- رمزاً للعطاء المتميز ونبراساً للانتماء الواثق بروحه الوثابة وفكره الطليعي الدافق المتجدد المستنير، وما له من معززات في حسن الإدارة والتنظيم وجودة التخطيط ودقة الرقابة وذلك منذ تولي معاليه قيادة العمل.

وهكذا كان عطاؤه غزيراً في كل المجالات في سبيل رفعة بلدنا الغالي عشقاً لترابها، وحباً لشعبها، والدفع بإمكانات تطويرها.

وسوف يسجل التاريخ الوطني لمعاليه مآثر حقبة يعيشها ونعيشها معه تمتلئ عزاً وفخراً، وستظل أعماله مطبوعة في ذاكرة الأجيال التي تعلمت ونالت ثمار التجربة والخبرة على يديه.

فهم كانوا ينظرون إليه نظرة إجلال وتقدير واحترام لما تفرد به من ثقافة وثقة غامرة ليس لها حدود، وهم يسيرون معه وحوله وعلى مقربة منه روحاً وجسداً يحدوهم الصدق والإخلاص فهو الأب الحنون غفر الله له.

فنتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى معالي الدكتور أحمد بن عبدالله المالك وكل أسرة المالك، وأخص بالعزاء أبناءه هشام، عبدالله، سلطان، وشقيقاتهم، وزوجتيه، كما أخص بالعزاء الأستاذ صالح بن حمد المالك ومعالي الشيخ منصور بن حمد المالك، كما أخص بالعزاء أيضا معالي الشيخ رئيس مجلس الشورى صالح بن حميد وجميع أعضاء مجلس الشورى وإلى كافة أقارب الفقيد وذويه ومحبيه وأصدقائه وزملائه، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

*الأستاذ الأكاديمي وعضو المصالحة وعضو التحكيم - الرياض


fahd-a-s@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد