Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
الحوار مع الآخر

الحوار بين أتباع الأديان المختلفة من أفضل الوسائل الممكنة لخلق فهم متبادل بين الحضارات والشعوب يقضي أو يقلل إلى حد كبير من التعميمات المغلوطة والأنماط السلبية المتكونة عن الآخر. وكثير من الصراعات بل والحروب اندلعت بسبب أن أبواب الحوار ظلت مقفلة.

من يقرأ التاريخ يجد أن اختلاف الأديان والأيديولوجيات كانت وراء عدد من الحروب الدينية والسياسية، وأشهرها الحروب الصليبية. وليس هذا فحسب، بل إن طوائف الديانة الواحدة دخلوا في حروب مدمرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولم تسلم منطقة جغرافية من هذا النوع من الحروب.

وعالمنا اليوم بحاجة إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى بسبب التطور المخيف في الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، وبسبب اتساع ظاهرة التطرف، والتعصب الديني، وتعدد الجماعات الإرهابية. ولا يمكن التقليل من مخاطر عصرنا الحاضر إلا بالانفتاح على الآخرين، ومحاولة فهم الاختلافات الثقافية، واحترامها، وإيجاد النقاط المشتركة، ومحاولة تقبل الآخرين، والاستفادة من خبراتهم.

وفي هذا الإطار تظهر أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باقتراح حوار بين أتباع الديانات الأخرى. وخصوصاً أن الملك عبدالله قائد كبير ويحظى باحترام وتقدير العالم الإسلامي، ولما للمملكة من مكانة إسلامية عظيمة

بحكم رعايتها للحرمين الشريفين، ولمكانتها الدولية الكبيرة بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي، وتأثيرها الدولي المتنامي.

ولحاجة العالم أجمع لحوار بناء يمد جسور التفاهم بين الحضارات، لاقت مبادرة المليك ترحيبا دوليا كبيرا من مختلف قيادات العالم السياسية والدينية والثقافية، وآخرها ترحيب الاتحاد الأوروبي بالمبادرة معتبرا إياها (أداة مهمة لبناء الجسور بين الثقافات المختلفة ومقاومة القوالب النمطية والمفاهيم الخاطئة).

ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار المقرر عقده برعاية ملكية كريمة آخر الشهر الهجري الجاري نجاحا كبيرا لما يشتمل عليه من محاور مهمة جديرة بالدراسة والتفكير والتأمل. وأخيرا فإن الإسلام يدعو إلى مجادلة الآخرين بالتي هي أحسن، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

فالحوار الناجح هو القائم على اللين، والحجة، أما الحوار القائم على الغلطة والشدة، والرغبة في قمع الآخرين، فإنه حوار أصم وهدام لا يمكن القبول به.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد