Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027

صالح المالك سيرة حافلة بالعطاء
عبدالله بن حمد الحقيل

 

عندما هاتفني أحد الأصدقاء وأخبرني بوفاة الصديق العزيز الدكتور صالح بن عبدالله المالك تذكرت قول أبي بكر محمد بن دريد رحمه الله:

وإنما المرء حديث بعده

فكن حديثا حسن لمن روى

وقول الآخر:

طوى الجزيرة حتى جاءني خبر

فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

لقد كنت معه مساء الجمعة وكان معي الأستاذ عبدالله الزازان صاحب دار الزازان للنشر حيث طلب مني حضوره لنشر إنتاجه العلمي ومحاضراته وبحوثه ثم تلقيت الخبر الفاجع مساء الاثنين نعياً لفقده رحمه الله، فله موقع في القلوب، فالدكتور صالح له ذكر جميل وواقع أجمل فهو عالم ومثقف في معارف وعلوم متعددة، وقد نال شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة متشجن اناربر وكم زرناه في تلك المدينة وهو يدرس بها وقد كان رجلاً جاداً كما أنه عالم في اللغة العربية والشريعة وكان رجلاً متواضعاً كما أنه أديب وشاعر، وقد أهداني نسخة من ديوانه (إخوانيات)، كما أنه متحدث لبق يحسن فن الحديث ويثري موضوعه، وعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مدرساً ثم أميناً عاماً للجامعة ثم وكيلاً لوزارة البلديات والشؤون القروية. ولقد رافقته في رحلات عدة فكان نعم الرفيق خلقاً وتواضعاً وأدباً ونبلاً وشهامة ومروءة. ولقد وقع الاختيار عليه في أول تشكيل في مجلس الشورى واستمر فيه لفترات ثلاث ثم صدر الأمر الكريم بتعيينه أميناً عاماً للمجلس. لقد كان الدكتور صالح على جانب من دماثة الأخلاق، فكلما هاتفته للسؤال عنه والاطمئنان عليه يبادر بخلقه الكريم واريحيته المعهودة بالسؤال عن الإخوان والأصدقاء والأسرة والزملاء، كما يستقبل زواره في المستشفى بكل بشاشة ومودة رغم ما يتحمله من آلام. لقد رحل رحمه الله ولقي ربه فله إن شاء الله الأجر والثواب. فاللهم ارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واجعل في ذريته الخير والبركة وخير خلف لخير سلف والصبر في المصائب من أوامر الإسلام.

اصبر لكل مصيبة وتجلد

واعلم بأن المرء غير مخلد

وكل نفس ذائقة الموت ولقد قال الإمام الشافعي:

دع الأيام تفعل ما تشاء

وطب نفساً إذا حكم القضاء

وقيل:

وما المرء إلا كالسراج وضوئه

يحور رماداً بعد أن كان يسطع

وقال شاعر نجد محمد بن عثيمين رحمه الله:

هو الموت ما منه ملاذ ومهرب

إذا حط ذا من نعشه ذاك يركب

رحم الله الفقيد فقد رحل وفي النفس لوعة وفي الفؤاد حزن كبير ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد