Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
هذرلوجيا
القرصنة
سليمان الفليح

يكاد تاريخنا العربي يخلو من ذكر القراصنة والقرصنة وهي في مفهوم الغرب تعني صعاليك البحار الذين ينهبون السفن أو يتاجرون بالعبيد الذين كانوا (يصطادونهم) بطريقة لا إنسانية على شواطئ إفريقيا في الزمن الغابر ومن ثم يجلبونهم كمزارعين أو خدم في أوروبا أو أمريكا الجديدة وهي مهنة قذرة لم يمتهنها أحد سوى قراصنة أوروبا الذين أضحوا اليوم (يعيبون) علينا (الرقّ) مع أن الرق بكل بشاعته اللاإنسانية مصدره تجارهم الأجلاف الذين كانوا يصطادون البشر بالشباك ويحملونهم بأقفاص في السفن كما تحمل البهائم. ولعل مسلسل (الجذور) للكاتب الأمريكي المبدع (أليكس هيلي) يعتبر وصمة عار في جبين الإنسان الأبيض حتى تقوم الساعة، وبالطبع حينما كانت سفنهم تمخر عُباب المحيطات للسيطرة على الشواطئ وتستعمر البلدان كانوا يصمون كل من يتعرضها للدفاع عن أرضه وخيرات بلاده ب(القرصان). فها هو (سادلير) الكابتن الإنجليزي حينما سمع بتدمير الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى على يد إبراهيم باشا وجنوده يتوجه إليه من الخليج قاطعاً الجزيرة العربية ليهنئه بالنصر(!!) أولاً على الدمار(!!) ثم يدعوه بكل وقاحة وصلف استعماري أن يواصل زحفه للقضاء على (قراصنة الخليج) هكذا (..) الذين أزعجوا التاج البريطاني بهجماتهم ضد السفن الانجليزية في رأس الخيمة والشارقة ويعني بالقراصنة أهل البلاد الأصليين الذين يناضلون دفاعاً عن بلادهم التي اجتاحها الغزاة البرتغاليون والهولنديون والإنجليز، أي أن سادلير يعني بكلمة القراصنة (القواسم) الأبطال الذين أصبحوا شوكة في حلق القراصنة الحقيقيين الذين يريدون نهب بلادهم واحتلال سواحلهم العزيزة. ولكن من حسن الحظ ولسوء الطوية فقد حصل إشكال طريف بين سادلير وإبراهيم باشا، إذ إن سادلير لم يقم بتفخيم الباشا بالألقاب كما يجب مما أغضبه وأرسل هدية أغضبت الكابتن سادلير ألا وهي (حلس) حصان مهترئ لطالما استخدمه الباشا من غزواته فرأى سادلير أن في ذلك إهانة للتاج البريطاني الذي يمثله!!

وهكذا فشل الاتفاق (الإنجليزي التركي) المزمع عقده بين الطرفين!!

* * *

أقول إنه غير وصف (القواسم) (بالقراصنة) جزافاً من قبل غاز أجنبي ألا وهو سادلير فإننا لم نسمع في تاريخ المنطقة ذكرا للقراصنة سوى ما ذكر جزافاً أيضاً عن (رحمة الجلاهمة) الذي كان أحد دعاة إحياء الدعوة ونبذ الخرافات والذي كان يمارس قطع الطريق لاستحصال حق له على بعض تجار الخليج الذين تألبوا عليه وظل يقاتلهم هو وأولاده السبعة على سفينته (الغطروشة) حتى إذا ما أحاقوا به أشعل النار به وبأولاده ولم يستسلم لهم، أما غير ذلك فلا ذكر للقراصنة في المنطقة على الإطلاق. أما سبب تناولنا للقراصنة فسنتحدث عنه في المقال القادم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد