Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/05/2008 G Issue 13027
الخميس 24 جمادى الأول 1429   العدد  13027
أيام العطاء.. أيام الحب (3)
بقلم: خالد المالك

تزامنت الزيارة الملكية للمنطقة الشرقية من البلاد مع مرور 75 عاما على قيام شركة أرامكو والاحتفاء على مستوى الوطن بهذا الحدث الكبير، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ومن الطبيعي أن يخاطب المليك الأمة ويتحدث للشعب عن هذا الحدث التاريخي المهم، وأن يتناول في كلمته التاريخية بالحديث المفعم بالحب عن القائد التاريخي الفذ الملك عبدالعزيز الذي توجه مع توحيد البلاد نحو البحث عن مصادر تمكنه من بناء الدولة وتوفير الرخاء لمواطنيه.

***

قال الملك عبدالله في مجمل ما قاله عن القائد التاريخي الرمز وهو يثمن باسم الشعب إنجازه الرائد: لك يا عبدالعزيز ولرجالك أعظم الشكر وأنبل عرفان وأكرم ذكرى، وهو كلام ممهور بصوت الملك بكل صفات النبل والحب والوفاء لقامة كبيرة يسكن حبها الخالد في قلوب المواطنين منذ ذلك اليوم وإلى اليوم.

ويضيف المليك: لقد تم التوقيع على اتفاقية الامتياز بأفضل الشروط التي تضمن مصالح شعب المملكة وتضمن توظيف وتدريب أبنائها لتشغيل هذه الشركة العملاقة التي تحولت لاحقا إلى شركة سعودية متكاملة متصدرة شركات البترول العالمية في درجة تكاملها وإدارتها.

***

ومثلما قال الملك عبدالله فإن زيارته لمنطقة الخير، إنما هي زيارة لدور تنموي بل وسياسي بما سعت وتسعى إليه هذه الشركة لتكون رافدا من روافد السياسة السعودية الدولية في مجال توفير الطاقة المناسبة للعالم.

إذ إن المملكة مع أهميتها من حيث وجود الحرمين الشريفين في جزء من أراضيها، وحيث هي قبلة المسلمين في كافة أنحاء العالم، فهي أيضا المصدر الأكبر في استثمار العالم لهذه الطاقة في اقتصاده، لكون المملكة أكبر مصدر للبترول في العالم وتختزن في أراضيها أكبر احتياطي عالمي من النفط.

***

هناك - بالمناسبة - رجال كبار من أبناء هذا الوطن، من يحتفظ ولاة الأمر وكل المواطنين لهم بمكانة كبيرة، فقد كانوا إلى جانب الملك عبدالعزيز يعطونه المشورة ويجتهدون في إنجاز ما كان يأمرهم به رحمه الله، بإخلاص وتفان وولاء، مما ساعد على إعطاء هذه الصورة الجميلة التي تبدو فيها المملكة في مختلف المجالات.

ولعله من باب الوفاء - وقد كرمه الملك عبدالله في هذه المناسبة - أن نشير إلى أول وزير نال ثقة الملك عبدالعزيز، ونتذكر أنه كان الوزير الوحيد قبل أن تتطور الدولة وتتحول إلى مؤسسات ومجموعة كبيرة من الوزراء، إنه عبدالله السليمان الحمدان - رحمه الله - الذي وقع بأمر كريم من الملك عبدالعزيز اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط نيابة عن حكومة المملكة مع شركة ستاندرو أويل أوف الأمريكية في يوم تاريخي مشهود.

***

كان عبدالله السليمان رجل الملك عبدالعزيز الأول، تعرف الملك على خصائص وصفات في عبد الله السليمان لم يجدها في غيره، فقربه إليه ومنحه ثقته، ووجهه التوجيهات السديدة التي ساعدته على النبوغ والنجاح، حتى أصبح وزير كل مؤسسات الدولة، بما لا أعتقد أن أحداً حصل على مثل هذا الشرف على مستوى دول العالم.

وحين يكون الحديث عن شركة أرامكو، فلا يمكن لنا أن ننسى من نبغ أيضاً من موظفيها من الرجال الأكفاء والقدرات المميزة، وذوي المواهب والتخصصات النادرة، المهندس علي النعيمي وغيره الكثير، ممن تعلموا الإخلاص والجدية في العمل من مدرسة عبدالعزيز، لتصبح الشركة الآن تدار بجهاز بشري كامل من السعوديين، بما فيهم رئيسها ونوابه ورؤساء كل الأقسام فيها.

يتبع


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 2 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد