Al Jazirah NewsPaper Friday  13/06/2008 G Issue 13042
الجمعة 09 جمادىالآخرة 1429   العدد  13042
دعوات أولمرت وتحركاته المشبوهة

في ظل ما يحاول لبنان أن يتعافى منه من احتقانات سياسية وركود على مستوى المشروع الأهلي نتيجة تعنت بعض الأطراف اللبنانية ومراهناتها الخارجية، جاءت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى بدء مفاوضات ثنائية مع بيروت كمن يدس السم بالعسل ويبحث في نفس الوقت عما يتعلق به من قشات تخرجه من أزماته الداخلية, فلبنان في الوقت الحاضر ليس بحال تتيح له بمناطحة المفاوض الإسرائيلي والتصدي لمراوغاته التقليدية, والواقع اللبناني لا يسمح بمزيد من الاختلافات حول القضايا الجوهرية، أضف إلى ذلك أن القضايا التي يرغب أولمرت بالتفاوض حولها هي في الأساس محسومة الشأن مرسومة الملامح من الناحية القانونية الدولية والتي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا التي أثبتت الوثائق لبنانيتها وعروبتها الخالصة, وذاك ما يثمن رفض رئيس الوزراء اللبناني لعرض أولمرت ويجعله بمثابة قطع الطرق على (لص قسم الشرطة القادم لعمل محضر البلاغ!!).

الإسرائيليون الآن يتخبطون وعلى كل جهة يهيمون يحاولون أن يخفوا إفلاسهم في التفاوض مع الفلسطينيين، ويتترسون خلف المفاوضات مع سوريا برعاية تركية، ويعرضون التفاوض على لبنان، وأولمرت مرهق تحت ضغوطات الرشاوي المالية التي قد تقضي على مستقبله السياسي, ولعل مطالبات وزيرة خارجيته ووزير الدفاع بالبحث عن بديل له خير دليل على مأزقه الخانق، وهذا ما عودتنا تجارب التاريخ عليه، فكل ما واجه رئيس وزراء من إسرائيل مأزق ما هرول إلى إما شن العمليات العسكرية والتحرشات بالجيران لخلق الأعداء من أجل صنع إجماع وطني يدعم بميديا سياسية جارفة أو سارع إلى فتح قنوات الاتصال التي قد أغلقت سابقاً مع الأطراف الأخرى بقرار إسرائيلي سابق. هذا التكتيك الإسرائيلي على قدمه وتقليديته قد أصبح مكشوفاً لدى صانع القرار العربي وإن كانت بعض التحركات السياسية والتفاوضية العربية فيما سبق بمثابة طوق النجاة للسياسي الإسرائيلي فإن الواقع الراهن قد أصبح لا ينطلي عليه دهاء وخبث صانع السياسية الخارجية الإسرائيلية، إلا أن الأمر الأخطر هو أن النخبة السياسية في إسرائيل تتحدث الآن عن شن عملية واسعة تجاه غزة وهو الأمر الذي لا يمكن تفويته على إسرائيل المتعطشة دائماً للعمليات العسكرية للخروج من أزماتها الداخلية، ما يحتم على الإخوة في غزة وفي الواقع الفلسطيني بشكل عام اتخاذ قدر كافٍ من التدابير اللازمة والمتحلية بالحصافة السياسية لقطع الطريق على صانع القرار الإسرائيلي الباحث عن كل ما يرفع أرصدته الانتخابية لدى الناخب الإسرائيلي وإخراجه من أزماته وفضائحه السياسية.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد