Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
ثقافة رديئة
محمد الدبيسي

يرى الدكتور (ناصر الدين الأسد) أن الناشرين

العرب.. يروِّجون لثقافة استهلاكية رديئة..

ومن ثم فهم وحدهم من يتحمل مسئولية

وتبعات تلك الرداءة..... وكان ذلك في

(حديث مستفيض) عن شيوع الأنماط

الأدبية الهابطة.. وكساد المتميز والجاد

والحقيقي.. في واقعنا الثقافي المعاصر..!

**.. وقيمة مثل هذا الطرح.. تنبع من أهمية صاحبه؛

العلم الثقافي البارز.. ذو الجهد المعرفي - الأدبي القيم

والإنتاج الفكري والنقدي الرصين..

كما تنبع تلك القيمة.. من وجاهة الطرح

ذاته.. وموضوعيته.. وعدم مداراته أو مداهنته

في تشخيص حالة (النشر الثقافي).. ومستواها الذي

يتدنى بانتظام.. ولم تمر حالة كهذه.. دون أن يكون

لنا إسهام فيها.. من خلال إسهال واستسهال (بنائنا

وبناتنا) الروائي.. الذي أصبح (حديث الركبان)....

وهذا فقط نموذج نوعي ل(رداءة الثقافية) وحظنا منها

... وإلا فإسهامنا.. وغيرنا فيها.. وفي غيرها وفير وكبير.. (.......)

** لكن الأمر اللافت والجدير بالملاحظة.. ما دمنا في سياق

ثقافة (الرداءة والاستهلاك).. وأنساقهما وسلالاتهما..

هو براعتنا إنتاجاً واستهلاكاً في ثقافة رداءة

أخرى.. تتمثل في (الحالة الثقافية التلفزيونية)

و(دور النشر) الفضائي.. من قنوات ومؤسسات إعلامية..

أغلبها بات يروج لكل ما هو استهلاكي وغريزي ورخيص..

وبشكل منظم وخطير.. يتنامى ويتصاعد بخفة

وأناقة وانسياب.. -كعادة أي إستراتيجية رداءة-..

ويتداعى ويتكثف.. ويستقطب ويؤثر.. ويستمر..

وكلٌ يتصور أو يدَّعى أنه (محصن) من آفات كتلك..

بينما الماء الآسن يجري من تحته.. والآفة تنخر في أعماقه..

** ... (الرداءة) التي تروجها دور النشر العربية..

أخف سوءاً من مثلياتها ومعادلاتها (الفضائية)

فإنتاج (الأولى).. قد يكون محصوراً في دائرة

المشتغلين بالقراءة.. والمهتمين بها

وهم قلة - بحمد الله-..! أما (الثانية) فتقدم نفسها

بتلقائية.. وتنكشف على المستهدفين بها

ببساطة وتمكن.. لأنها جزء من الممارسة اليومية..

أو لأنها مقتضى من (مقتضيات) الحالة الفردية - والجماعية

النمطية للإنسان المعاصر..

** (ثقافة الصورة) ومتونها وحواشيها.. فكراً ونصاً وحركة

وأساليب.. أشد فعلاً وفتكاً.. من (الثقافة المكتوبة).. وأكثر

رواجاً وانتشاراً.. وأقدر على مخاطبة واستثارة مختلف

(الطبقات العمرية).. باختلاف ثقافاتها.. حتى

من يظنون أنهم (محصنون)... أو يوهمون أنفسهم

والآخرين بإمكانية ذلك.. هم (أكثر المستهدفين)...

والأكثر قابلية وامتثالاً لقيم وثقافة الرداءة..!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5215 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد