Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/06/2008 G Issue 13054
الاربعاء 21 جمادىالآخرة 1429   العدد  13054
إبعاد لبنان عن حفرة الضياع

من خلال الأيام القليلة التي قضاها في قصر بعبدا رئيساً للبنان، أثلج العماد ميشال سليمان صدور الذين رشحوه كرئيس وفاقي أنهى انتخابه ستة أشهر من فراغ في سدة الرئاسة الأولى، وقبل أن يفرح ممن رشحوه وانتخبوه، أفرح وأشاع الأمل في نفوس اللبنانيين الذين يتابعون أفعاله وتحركاته التي تنبئ عن رجل دولة يسعى لأن يكون حكماً عادلاً بين خصوم ألداء أوصلوا بلادهم إلى شفى حفرة من الحرب الأهلية.

ووجود سليمان في قصر بعبدا لجَّم غلو وتطرف بعض السياسيين اللبنانيين الذين لا يزالون يعرقلون تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ويشعلون بؤر فتن في بعض المناطق اللبنانية.

الرئيس اللبناني الذي عجز حتى الآن من إقناع الكتل السياسية بالارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية الحقيقية يدعوهم إلى تقديم تنازلات وحتى تضحيات تهون أمام مصلحة الوطن ويتعاونوا مع رئيس الحكومة المكلف لإنقاذ لبنان الوطن الشعب والأرض الذي يواجه ظروفاً بالغة الدقة.. تتطلب وقفة ضمير صادقة ومبادرات شجاعة، قبل فوات الأوان.

الرئيس سليمان من جانبه اتخذ عدداً من المبادرات الإيجابية من ضمنها عقد قمة لقادة الطوائف والمذاهب المتعايشة في لبنان لبحث دور هذه القيادات الروحية المؤثرة لتعزيز الوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة الخلافات التي وصلت إلى حد الانتحار، كما وصف الرئيس سليمان الوضع الذي تعيشه بلاده.

ويعلق الرئيس اللبناني على القادة الروحيين للطوائف والمذاهب اللبنانية آمالاً كبيرة في أن يساهموا في معالجة الاحتقانات الطائفية والمذهبية التي أثارت عدداً من الإشكالات والاشتباكات أدت إلى سقوط قتلى أبرياء في عدد من المناطق اللبنانية.

ويسعى الرئيس من خلال مبادرته هذه لإطلاق ورشة حوار وطني شامل ترسخ رسالة لبنان ودوره وتعزز وحدة ومصير أبنائه.

اللبنانيون وبمختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية متفائلون بتحركات الرئيس وخطواته التي يستهدف من خلالها تضييق دائرة الخلافات وإحداث تقارب بين الأطراف المتنازعة، ليس فقط من أجل تشكيل حكومة تعكس إرادة اللبنانيين وتطلعاتهم نحو غدٍ أفضل، بل يؤسس لعلاقة سليمة وصحية تسمح بمحاورة الآخر ضمن الأساليب والقيم الحضارية التي طالما كانت ديدن وأسلوب اللبنانيين في حل خلافاتهم.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد