Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/08/2008 G Issue 13118
الخميس 27 شعبان 1429   العدد  13118
المنشود
حملات الحلاقة.. وشبابنا المايع!!
رقية الهويريني

نشطت إدارة صحة البيئة بأمانة منطقة الرياض في القيام بحملات واسعة لتفتيش ما يزيد على ثمانية آلاف محل حلاقة. ورصد مشرفو صحة البيئة 1700 محلاً، منها1400صالون مخالف، تم إغلاق 150صالوناً مخالفاً للنظافة وللاشتراطات الصحية، وكذلك عدم وجود شهادات صحية للعاملين، عدا التلاعب بالتسعيرة، بحسب ما أكده مدير إدارة صحة البيئة المهندس سليمان البطحي.

وتعد هذه الأرقام مذهلة بحق بل ومخيفة، إذ كشفت الحملة أن عدد المحلات الصالحة 150 محلا من واقع1700 محل تم تفتيشها فعليا. وأطلقوا لخيالكم العنان إذا علمتم أن بعض الأمراض الفيروسية التي يصاب بها الإنسان تأتي نتيجة لشفرات الحلاقة غير المعقمة، وتعد الأمواس بأنواعها بيئة خصبة لتكاثر الفيروسات، لاسيما الإيدز والتهاب الكبد الوبائي. وتحتاج الجراثيم العالقة بأدوات الحلاقة لدرجات حرارة أعلى من مئة درجة لقتلها، مما يتطلب أجهزة خاصة للتعقيم. وما يقوم به الحلاقون من تعقيم للأمواس وشفرات الحلاقة والمقصات والأمشاط لا يعد كافيا للقضاء على الجراثيم العالقة، فهو لا يتم بالطريقة الصحيحة والمطلوبة ولا يقي من الأمراض الخطرة. حيث يلجأ بعض الحلاقين إلى طرق تعقيم بدائية كتعريض الأمواس للنار عبر مواقد صغيرة، والبعض يغمرها جميعا في إناء كولونيا بحجة تعقيم الأمواس لجميع الزبائن!

وجاءت إحصائية صحة البيئة لتؤكد حالة الكسل التي يمارسها المواطنون في الحلاقة حيث إن (60%) منهم يذهبون إلى الصالون أسبوعياً، في حين يقوم (8%) بزيارة الحلاق كل أسبوعين بينما شكلت نسبة (6%) كل ثلاثة أسابيع، وبقيت نسبة (18%) ينتظرون مرور شهر لزيارة الصالونات القذرة، وظهرت نسبة (1%) لتمثل هوس الحلاقة يوميا! ولا تندهش إذا علمت أن ثلاثة أرباع الزبائن لا يملكون أدوات خاصة للحلاقة فيستعملون الأدوات الموجودة في المحل، بينما (16%) فقط يستخدمون أدوات الحلاقة الخاصة بهم. وأرجو أن لا تصابوا بالغثيان حين تعلمون أن صحة البيئة صادرت نحو 28 ألف قطعة ملوثة! كما لا يقتلكم الهلع إذا علمتم أنه خلال الجولات تم القبض على حلاق مصاب بالإيدز وسبعة آخرين مرضى بالكبد الوبائي!

والعجيب أن نتائج الحملة المباركة المتأخرة أظهرت أن ما يقارب (22%) لا يعتقدون أن الحلاقة إحدى وسائل نقل الأمراض، فيما أكّدت النسبة الأعلى علمهم بخطر انتقال الأمراض عبر أدوات الحلاقة! فهم إذا مدركون للخطر ولكنهم متهاونون به (وما هنا إلا العافية).

وهنا يستوجب الحذر وأخذ الحيطة وضرورة اصطحاب أدوات الحلاقة الخاصة بكل شخص واختيار صالونات صحية لاسيما للأطفال الذين يتعرضون لانتقال الأمراض بسرعة، ويحسن الاعتماد على النفس في الحلاقة ونبذ الكسل وترك الميوعة والنعومة الخاصة بالفتيات كاستخدام الاستشوار وفرد الشعر الذي شكّلت نسبته (18%) بين الشباب، أما تنظيف الوجه والصنفرة فوصل إلى (14%) بينما (8%) يذهبون لأجل التدليك، (11%) لغسل الشعر، و(3%) لعمل قناع للوجه، و(2%) لصبغ الشعر، و(5%) لمعالجة البثور.

وأحسن الله عزاءنا في شبابنا!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد