Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/08/2008 G Issue 13118
الخميس 27 شعبان 1429   العدد  13118
دولة فوق القانون

من حين لآخر تتكشف للضمير الإنساني ممارسات إسرائيلية جديدة يندى لها الجبين وتكسر أعماق النفس والعقل البشري، ومع ذلك تمر تلك الممارسات والانتهاكات مرور الكرام على ذاكرة المجتمع الدولي، الذي أضحت فيه دولة الكيان الصهيوني فوق الاعتبارات والمساءلات القانونية والدولية.

آخر ما نضح به اناء إسرائيل المفرط بالقسوة ما كشفه تقرير حقوقي فلسطيني جديد عن انتهاكات السلطات الإسرائيلية في مجال التعليم؛ حيث أوضح التقرير أن قوات الاحتلال قتلت منذ بداية العام الجاري 32 طالبا فلسطينيا من طلبة المدارس واعتقلت ما يزيد عن240 طالبا آخرين، واستعرض مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان في تقريره النصف سنوي الأسباب المعرقلة لحق التعليم في فلسطين حيث وجود إسرائيل كقوة احتلال وتدخلها في كافة مناحي الحياة الفلسطينية بما في ذلك التعليم العام أو التعليم الجامعي يعد أحد الأسباب التي تمس الحق في التعليم، وتراوحت الانتهاكات الإسرائيلية للحق في التعليم بين جرائم القتل والاعتقال وتقييد الحركة وقصف المدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية والتدخل في المناهج التعليمية واستبعاد كل ما هو وطني فيها.

هذه الممارسات السوداء تجعل الأسئلة تصرخ في وجه كل الداعمين لإسرائيل والمنافحين عنها، وكنا أمس قد طالبنا في هذا الحيز بتوفير البنود التي تحمي المدنيين في حالات الحرب من ويلات الانتهاكات. أما في مثل هذه الحالة التي نحن بصدد الحديث عنها فإن الأمر يتطلب إيجاد آليات رقابة على كل الدول التي تجثم على صدور الشعوب بعقليات الاحتلال وتنتهك حقها السيادي بالحياة وفي مقدمتها إسرائيل التي أضحت قوانين التشريع الدولي غير مطبقة عليها، بسب ما تلاقيه من دعم سياسي ودولي من دوائر صنع القرار حتى أضحى الانتهاك الإسرائيلي ممهور بالحصانة وعدم المساءلة مما زاد في عنجهية عسكر تل أبيب وساستها ومستوطنيها.

أن تحتل الأرض ويستوطن بها فهذا أمر مفهوم في تراكميات التاريخ الإنساني، ولكن الأخطر والأسوأ هو أن يحتل العقل ومسارات تعليمه، وتنتهك حقوقه في هذا المجال، فاستهداف الطلاب الأبرياء وقصف المدارس، وتقييد حركة التعليم وغير ذلك من ممارسات اسرئيل تجعل القضية في اطارالصراع على الوجود وتكوين العقل الوطني الذي تهدف إسرائيل إلى طمسه، ولن يمنعها من ذلك إلا مزيد من اللحمة الوطنية والاندماج الوطني ونبذ الفرقة بين الفلسطينين حتى لا تتفرغ إسرائيل لتنفيذ أجنداتها الخاصة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد