Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/09/2008 G Issue 13134
السبت 13 رمضان 1429   العدد  13134
نعيب إسرائيل والعيب فينا!!

من يقتل في لبنان؟ من يفجر في مناطقه الحساسة؟ من يسيل لعابه لإثارة الفتن داخل المجتمع اللبناني؟ أسئلة كثيرة تعن على العقل وهو يشاهد عوامل التربص والغدر تحيط بهذا البلد وتتقاذفه كل يوم سواء بالقتل أو التفجير أو إثارة القلاقل، من يقف خلف ذلك كله؟ وهل هذا العدو من الضبابية بمكان لكي لا يستطيع أحد أن يحدد هويته أو يرشد عنه، كلما حدثت كارثة موت أو تفخيخ في لبنان سارعت ميكروفونات الاتهام تتولى إلى توجيه التهم إلى إسرائيل، وكأن العدو الإسرائيلي قد أضحى بمثابة شماعة لتعلق عليه إرهاصات كل ما يربض على صدر المجتمع من فوضى سلاح وإرهاصات حزبية وطائفية حولت البلد إلى كنتونات وعزب للطائفية والسلاح المذهبي، ولا يعني ذلك أننا نستبعد تورط إسرائيل فالإسرائيليون أهل لها، وطالما زرعوا الفتن والقتل في البلدان الأخرى، ولكننا نجنح إلى نوع من الإدراك والفهم عندما نقول إن رمي التهم على العدو من دون إبراز الدلائل عليها وطرح الإثباتات بها سوف يحول هذا العدو الإسرائيلي إلى ما يشابه حصان طروادة المستغل من أجل تمرير الكثير من مشاريع القتل والتفخيخ والانتحار الاجتماعي الذي يرغب البعض في تنفيذها.

لقد آن الأوان لكي تكشف تلك الأيادي المجرمة التي تعبث في أمن لبنان، بل وأن تحرم من ذلك الغطاء الإعلامي الذي يسارع إلى رمي التهم على إسرائيل ليبرئ ساحة المتهم المجهول الذي حمته عقلياتنا التقليدية كثيراً.

لا يمكن أن يحمى لبنان مما يعيث به من القتل والتآمر إلا من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى المعنيين وفضح هوياتهم، وتكثيف الجهد الأمني في محاربة هذا العمل الإجرامي سواء كان قادما من خلف الحدود عن طريق جهد استخباراتي أم من داخل مكونات المجتمع الميليشياوي اللبناني أو من إسرائيل التي كثيراً ما نعيبها والعيب فينا.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد