Al Jazirah NewsPaper Friday  17/10/2008 G Issue 13168
الجمعة 18 شوال 1429   العدد  13168
قابلوا الرئيس بلافتات الفقر والحرمان
الإيرانيون حائرون ما بين وعود نجاد وتحديات خاتمي

طهران - أحمد مصطفى

ابتكارات الرئيس أحمدي نجاد حول (الزيارات الميدانية) إلى المدن الفقيرة قوبلت باستحسان من المرشد خامنئي إلا أن الأخير اشترط ذلك الاستحسان ب(التنفيذ والعمل) وإلا فإن تلك الزيارات ستتحول إلى جولة سياحة للرئيس؛ في الزيارة الأخيرة للرئيس نجاد إلى محافظة (بجنورد) وهي من مناطق خراسان الشمالية التي تقع بالقرب من مشهد؛ حطت طائرة الرئيس قرب قرية نائية كشفت صور الصحافيين عن الأوضاع المزرية لتلك القري التي لم يزورها مسؤول منذ الثورة عام 1979 وفضيلة الرئيس نجاد هي أن عجلته قد وصلت إلى هناك إلا أنها جوبهت بمعارضة وشعارات ضد الثورة؛ كل مواطن إيراني جاء للاستقبال كان يحمل سؤالاً وكانت (الفاقة) و(الفقر) و(العوز) هو المثلث الذي حمله الأهالي للرئيس نجاد وعند وصول الموكب إلى مركز بجنورد تجمهر الأهالي حول عجلة الرئيس وتخلوا عن تلك الشعارات الثورية وهي الحقيقة التي أذاعها الرئيس للمقربيين عندما قال: إن مذاق الناس الثوري قد تغيير وباتوا اليوم ينشدون الماديات في بجنورد صرخت امرأة بوجه الرئيس قائلة: يرضيك أنني.... وفي الجهة المقابلة كان رجل عجوز يقول: وينه الرئيس أريد اليوم حقي، واصطدم الرجل مع جدار الحماية الذين ألقوا به خارج البناية وهو يصرخ: إنني أب لثلاثة شهداء، في كل زيارة يقابل الناس الرئيس نجاد بقصاصات الأوراق البيضاء وهي عرائض الشكوي؛ وفي بجنورد كان الجميع يحمل تلك العرائض إلا أن الرئيس قابلهم بعبارات مخدرة: سيكون وضعكم بعد سنة أفضل من الآن سنطبق المشروع الاقتصادي وسنمنح كل إيراني مبلغ 70 ألف تومان.

في إيران المأزومة اقتصادياً وسياسياً عاش الإيرانيون الأزمات تلو الأزمات ويكذب المسؤولون إذ يدعون أن الأزمة الأمريكية لا تأثير لها على الاقتصاد الإيراني، فلقد دعا عقلاء القوم إلى عقد جلسة تضم رؤساء السلطات الثلاث، وفي تلك الجلسة أكد علي لاريجاني رئيس البرلمان: أن ازمة أمريكا ستترك آثاراً سلبية علي اقتصادنا من جانبه أكد محسن رضائي: أن الاقتصاد الإيراني لديه علاقات مع الشركات العالمية وأن ما يصيب أمريكا يصيب إيران؛ أن تصريحات لاريجاني - رضائي لا تختلف عن تصريحات المتخصصين في الاقتصاد الإيراني الذين طالبوا الحكومة بالإعلان الحقيقي عن حجم الأرصدة ودرجات التضخم التي وصلت إلى 30% بعد أن كانت في عهد الرئيس خاتمي 9%؛ وبسبب السياسات الخاطئة للحكومة أغلقت كباريات الأسواق في طهران محلاتها بوجه الزبائن بسبب قانون الضرائب الجديد؛ ويعلل الرئيس نجاد تلك القرارات بأنها جاءت بسبب الأزمة العالمية؛ ورغم أن الفاصلة لازالت كبيرة مابين تاريخ الانتخابات إلا أن خصوم نجاد يتهمونه باستغلال منصبه للترويج للانتخابات المقبلة؛ ويجهد خصوم نجاد انفسهم لأجل بناء جبهة قوية تتمكن من الإطاحة بالرئيس نجاد الذي ملأ الشوارع الإيراني وعوداً من دون تطبيق ويقف في مقابل نجاد منافس قوي وهو الرئيس السابق محمد خاتمي الذي اشترط شرطين رئيسيين وهما التفاهم مع الشعب والسماح له بتطبيق شعاراته.. وفي مقابل تلك الشعارات يقف الإيرانيون في منتصف الطريق وهم يتطلعون إلى المنقذ الذي ينقذهم من الرئيس نجاد وخاتمي قبل فوات الأوان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد