Al Jazirah NewsPaper Friday  17/10/2008 G Issue 13168
الجمعة 18 شوال 1429   العدد  13168
إلى جنة الخلد أبا صالح
نادر بن بهار العضياني

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، الذي قال في محكم التنزيل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقال: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}.

ففي يوم السبت الموافق 5-10-1429هـ، ودعت محافظة الدوادمي علماً من أعلامها وواحداً من أبنائها الأفذاذ، ألا وهو الشيخ الكريم والرجل الفاضل محمد بن صالح السلوم، إمام وخطيب الجامع الكبير، عن عمر ناهز (94) عاماً، إثر مرض ألم به خلال السنوات الأخيرة. إنه الرجل الذي عرفته عن قرب بحكم علاقته وصداقته الحميمة لوالدي -أمد الله في عمره على طاعته- كان مدرسة في كل شيء، فما من جانب من جوانب الحياة إلا تجده فيه. كان رجلاً صالحاً وقدوة حسنة يقتدى به في الطاعة والكرم والجود وبذل المعروف.

هو صاحب (الباب المفتوح) من بعد صلاة الفجر، يفتي ويعين ويكرم ويقضي حاجة ويشفع، تشرفت بالجلوس معه والأنس بحديثه، فكان نعم الأب ونعم المربي ونعم الرجل.

يخاطب كل شخص وفق رغبته، فتجده يحن ويعف على الصغير ويحرص على إدخال البسمة عليه. وهو مع ذلك يحترم الكبير ويوقره. وكم من صغير وكبير ملكته بدماثة خلقك؟

عندما يتكلم تجد نفسك أمام شخصية متكاملة، فتأنس بحديثه وعندما تأتيه في شفاعة قام معك وسعى في تحقيق ما تريد؛ لجاهه ومكانته في المجتمع الذي أبى إلا أن يشارك في الصلاة عليه والمشاركة في دفنه، فعندما علم الجميع بخبر وفاته توافدوا على ذلك الجامع -الذي كان طيلة سنوات عديدة يؤم المصلين فيه- واحتشد المصلون من داخل المحافظة وخارجها، وكانت لحظات صعبة على الجميع وعلى محبيه خصوصاً. وانتقل ذلك الحشد إلى المقبرة ليوارى في الثرى والكل يقول: اللهم اغفر له، وارحمه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسل خطاياه بالماء والثلج والبرد، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بن المشرق والمغرب، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وثبته عند السؤال، وجازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً (آمين).

وبرحيل ذلك الشيخ انطفأ سراجه، وفقدنا والداً عظيماً وأخاً عزيزاً، وإني لأعزي الجميع في فقده، وعلى رأسهم ابنه صالح الذي أسأل الله أن يجعله خير خلف لخير سلف وأن يكون على اسمه. ولا أنسى أن أعزي محبيه وأصدقاءه، وعلى رأسهم والدي الذي كان رفيق دربه، وصديقه الحميم، والملازم له، والله أسأل أن كما جمعنا به في الدنيا على طاعته أن يجمعنا به في الآخرة في جنته، إخواناً على سرر متقابلين.

الدوادمي







 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد