Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/10/2008 G Issue 13170
الأحد 20 شوال 1429   العدد  13170
جزائر أم القماري وما حولها من جزر قد يمتد تاريخها إلى عصور الفينيقيين - ماض غامض وحاضر ينتظر الاهتمام

عبد الله الرزقي:

جزيرتا أم القماري وما حولهما تمثل وجها تاريخيا مجهولا حيث لم تجر فيها دراسات وتنقيب وبحوث تسبر لنا ما كانت عليه منذ آلاف السنين، علما أن الفينقيين ومن سبقهم من أصحاب الرحلات التجارية قد جابوا البحر الأحمر للوصول إلى مناطق المعادن في منطقة (أوفير) التي تحتل القنفذة منها الصدر الشمالي، ومن غير البعيد أنهم قد استفادوا من تلك الجزر، أما التاريخ المعاصر الطبيعي لها فإنها ذات وجه جمالي أخاذ لمحافظة القنفذة لما تتمتع بهما من بيئة بحرية نظيفة ومن شعب مرجانية حية ورمال تزيد من بهجتها وجمالها مما يدعو ممن يهمه الأمر ورجال المال والأعمال إلى سبر أغوارها وكشفها من جديد واستثمارها استثمارا أمثل فهي ثروة بحرية مغمورة.

جزائر أم القماري هي شبه أرخبيل يتكون من جزيرتي أم القماري وجزر أخرى منها ما هو مكتشف ومنها ما هو فقط معروف لدى قدامى صيادي القنفذة ومن تلك الجزر: جزيرة تذكار - جزيرة مسكه - جزيرة شاكر وخلافها، ولأن طيور القماري لا ترى إلا في جزيرتي أم القماري لما يتوافر بالجزيرتين من الغطاء النباتي الملائم لطيور أم القماري، ومن تلك الشجيرات أشجار الأراك والحمض والصاب لذلك تسمت بذلك الاسم وإلا فإن حول الجزيرتين من الجزر ما يجعلنا نطلق على المنطقة مجازا شبه أرخبيل القنفذة الذي ينتظر الكشف والغوص في تفاصيله من جديد، فأغلب تلك الجزر بكر لم يتم كشفها حديثا لمعرفة ما هي عليه طبيعيا في الوقت الحاضر موقع جزيرتي أم القماري تقع إلى الجنوب من مدينة القنفذة بحوالي 25 كلم فيما تبعد عن حرف الشاطئ بنحو ثلاثة أكيال وللتفريق بين الجزيرتين من الناحية الجغرافية فقد أطلق أحد الباحثين على الأولى جزيرة أم القماري البرانية والأخرى جزيرة أم القماري الفوقانية وبينهما مسافة ثلاثة كيلو مترات فلكيا تقع الأولى على درجة عرض 59 18 شمالا وخط طول 4106 شرقا والثانية على درجة عرض 58 18 شمالا وخط طول 04 41 شرقا مساحة الأولى 120000 متر مربع والثانية الفوقانية 62500 متر الخصائص الطبيعية والجمالية للجزيرتين أفادنا الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي في كتابه: (أشكال سطح أرض المملكة العربية السعودية) - (ط2 ص209) ما يثبت ما ذهبنا إليه من أن هذه المنطقة البحرية منطقة جذب وجمال بحري طبيعي أخاذ فماذا أورد؟

أورد ما نصه: (وشواطئ الجزيرتين تتميز بجمالها حيث تغطيها رمال بيضاء كلسية وخشنة نظيفة فلا يوجد بها أي أثر من آثار التلوث).. إلى قوله في ص210 ما نصه: (وتمتاز الشعب المرجانية حول الجزيرتين بأن بعضها حي مما يجعل منها مكان مثاليا لدراستها وتتبع مراحل نموها مع الأحياء البحرية الأخرى) (انتهى التدليل على أهمية الجزيرتين) وللتدليل كذلك على أن مجموع الجزر الأخرى خلاف جزيرتي أم القماري والجزر المذكورة حولها آنفا يمثل ما نطلق عليه مجازا بشبه أرخبيل القنفذة الممتد من شمال جزر دوقة البحر حتى حلي البحرية ما نذكر منه هنا جزرا على سبيل المثال لا على وجه الحصر فمنها ما هو معروف فقط لدى قدامى الصيادين ويخفى على الكثير ومنها ما هو معروف على الورق فقط ومجهول على الطبيعة فإلى عدد من جزر شبه أرخبيل القنفذ ة منها جزيرة - السمدان - البطاين - أم الحمض - جبل دوقه - أم علي - سبهان - أم الراك - الدانق - الظهره - السادة - جبل الصبايا معروف - أم العشم، وهي تمتاز بالشعب المرجانية الجميلة التي يتجمع في ثناياها أنواع متعددة من الأسماك والسلاحف والأعشاب البحرية - ونكاد نجزم بأن هناك من الآثار البحرية ما تحتوي عليه جزر مثل جزيرة شاكر وجزيرة مسكه فضلا عما تتمتع به الجزر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد