Al Jazirah NewsPaper Monday  03/11/2008 G Issue 13185
الأثنين 05 ذو القعدة 1429   العدد  13185

دفق قلم
جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

في الوقت الذي يتباكى فيه كثير من الواهمين على حالة المرأة المسلمة في ظل تعاليم الإسلام، ويتنادى فيه المقلدون لأخلاق الغربش وعاداته، المتشبعون بأفكاره وثقافاته إلى إنقاذ المرأة المسلمة من عدم الاختلاط بالرجال، ومن سطوة الحجاب الشرعي التي تجعل المرأة بمعزل عن أعين المتشوفين إلى ما خفي من الحسن والجمال.

في الوقت الذي نرى فيه كثيراً من المؤسسات الإعلامية والثقافية والعلمية في عالمنا الإسلامي تجر المرأة جرَّا إلى ما لا يليق بها من المواقع والأعمال، وتسحبها إلى وسائل الإعلام سحباً مشيناً يجعلها عرضة للقيل والقال، وكثرة السؤال وسوء المآل.

في هذا الوقت وذاك تبرز جامعة البنات معلما بارزاً من معالم خصوصية وتميز هذه البلاد - حفظها الله وكفاها شر المتهورين - وصورة مضيئة لقيمة المرأة عندنا، ولمكانتها الخاصة التي تحظى بها في ظلال شرع الله الحكيم، وآداب ديننا الحنيف.

نعم، جامعة للبنات في الرياض، تحمل اسم تلك المرأة العصامية التي كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يردد اسمها بكل تقدير واحترام يعجز أعتى دعاة تحرير المرأة أن يصلوا إليه، الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي كان يحلو لأخيها موحِّد هذه البلاد أن يتغنَّى باسمها في أوقات الشهامة، والشجاعة (أنا أخو نورة).

جامعة كبيرة بموقعها من شخصية المملكة العربية السعودية، وبتخصصاتها العلمية المتعددة، وبأعداد طالباتها الكبيرة، وبالدعم القوي المشكور من خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - ومن أمير الرياض الذي يعرف كيف يرعى هذه المؤسسات العلمية الضخمة في عاصمة عريقة لبلد عريق.

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، رسالة إسلامية عربية سعودية إلى العالم أجمع تؤكد أن المسلمين هم الذين يعرفون للمرأة مكانتها، ويقدرون قيمتها، ويحفظون كرامتها، ويرفعون بتعاليم الإسلام مقامها، وهي رسالة علمية جديرة بأن تكون راعية لضوابط شرعنا الحكيم في التعليم، وفي التخصصات المناسبة، وفي أساليب التعليم المتطورة التي لا تحرم المرأة من العلم والمعرفة، ولا تخرج بها من إطار حجابها وأخلاقها ودورها اللائق بها في المجتمع.

جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، صورة بديعة لتلك الرعاية الإسلامية الشاملة لشقائق الرجال اللاتي منَّ الله عليهن بأن يكن مسلمات يعشن في ظل دينهن الحياة الحرة الكريمة، التي لا إفراط فيها ولا تفريط.

تبقى المسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين والمسؤولات عن هذه الجامعة الكبيرة، فهم الذين يستطيعون أن يحققوا - بإذن الله - تلك الأهداف الكبرى التي ينتظر المجتمع وتنتظر الأمة من هذه الجامعة وما شاكلها من المؤسسات التعليمية تحقيقها.

إشارة:

إن من حدَّد الطريق جدير

بنجاح في دربه وارتقاءِ

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد