Al Jazirah NewsPaper Monday  10/11/2008 G Issue 13192
الأثنين 12 ذو القعدة 1429   العدد  13192
رجل الحوار والمسؤولية

لكل دولة رجال، ولكل مرحلة فرسانها ومقدموها الذين يصنعون التاريخ وأحداث الواقع من خلال أطروحاتهم وجهودهم المتواترة، ولا نجانب جادة الصواب إن قلنا إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل الحوار والمسؤولية في هذه المرحلة، فبالإضافة إلى جهوده الجبارة والشجاعة على المستوى السياسي والتي كانت دائماً بمثابة الترس الحامي للأمة العربية وأمنها القومي، تأتي أيضا تحركاته النيرة على مستوى المقاصد الإنسانية في مقدمة إنجازات رجل بقامة خادم الحرمين الشريفين سواء داخلياً أو خارجياً.

وعندما نتحدث عن تلك المقاصد النبيلة نجد أن التزام وفكرة الحوار يتصدرانها فقد انطلقت مكائن وورش عمل الحوار الوطني داخل المملكة تحت رعايته لتتناول وتشريح القضايا العامة للمجتمع السعودي بدءاً من التصدي للإرهاب فكرياً وتربوياً مروراً بقضايا المرأة والبطالة والشباب وتهيئة النشء واستشراف المستقبل وتدشين أسس تكوينه, ولم تحد هذه الفكرة أو تنحسر داخل أطر المجتمع، بل تعدت ذلك من باب الالتزام الإنساني والعالمي للملك عبدالله كلاعب أساس في المجتمع الدولي لتتناول الحوار بين الأديان والمذاهب وتنسيق وتأصيل سبل وطرق التعامل فيما بينها لما فيه خير الإنسانية جمعاء، ولم تكن أهداف مؤتمرات الحوار ذات مستوى قاصر الطموح، بل ضرب أروع الأمثلة في الصبو إلى كل ما يقود إلى كلمة سواء لمعشر بني الإنسان تساهم في تأطير العلاقة بين الأديان وتقطع الطريق على كل المتربصين في الماء العكر وأرباب البحث عن المبررات لتنفيذ أجنداتهم السوداوية، فكما كانت هذه الجهود ذات هدف سلمي نبيل ففيها أيضا نوع من الإستراتيجية الدفاعية ضد كل المتطرفين المستترين تحت رداء الأديان والثقافات عامة. يظل الملك عبدالله وما يقوم به من مبادرات وجهود نيرة مثلا يحتذى به، ويحظى بالإعجاب لما يبذله من جهود ذات مقاصد إنسانية محايدة في عالم مادي طغت عليه فلسفة الاستغلال السياسي والتطرف للذات، بل والأخطر من ذلك البحث من مفاصل الخلاف بين الأديان والثقافات لأجل استثمارها وتوظيفها للابتزاز السياسي الرخيص.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد