يستطيع أي مسؤول تعليمي في بلادنا أن يقدم لك أدق التفاصيل عن نوعية التعليم الذي يجب أن نقدمه لكي نصبح قادرين على صنع مستقبلنا على النحو الذي نطمح إليه، ولربما استطاع أن يقنعك -لو تجرد من ضغوط موقعه ووظيفته- بأن تعليمنا الحالي هو مجرد استنزاف لمصادرنا المحدودة، بل وعاجز عن أن يوصلنا إلى المحطة التي سبقتنا إليها كوريا وسنغافورة وغيرها. وإذا ما علمت أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وأننا نملك الإمكانات فإنك تحتار في تبرير تواضع تعليمنا، دعونا في هذا الشأن نتأمل في الأسئلة الآتية: هل علتنا تكمن في عدم وجود قادة تربويين قادرين على تحويل تطلعاتنا التربوية إلى واقع نراه على الأرض؟، وهل فشلنا في اختيار قياداتنا التربوية؟. وهل منظومتنا الثقافية الاجتماعية الإدارية الكبرى تخنق أي محاولة للتطوير والإبداع؟ وهل ينقص تعليمنا الدعم السياسي الذي يتفهم الحل ويفرضه؟ وهل تنقصنا الكفاءات المؤهلة؟ اسأل أي صانع قرار تعليمي عن أهم علل تعليمنا فسيقول لك على الفور وهو صادق: تجاهلنا لبناء مهارات التفكير وتركيزنا على مهارة الحفظ وانفصال تعليمنا عن الحياة وعجزنا عن نشر مبدأ تكافؤ الفرص،. يا مفكرونا يا قادتنا ساعدوا قياداتنا التربوية ليس في البحث عن الحل بل في تنفيذ الحل.