وأقصد بالعنوان الرد على رسائل القراء. فالزاوية المخصصة للكاتب قد لا تكفي لمقال متكامل مع الإشارة للرسائل والردود. فبعضها جميلة للدرجة التي تغريك بنشرها ليستمتع بها ويستفيد منها الباقون، فضلاً أنها تحتاج لتعليق يليق بالقارئ الكريم.
وقد حباني الله بقراء على مستوى عالٍ من الفكر والإدراك والثقافة؛ بما يشعرني بالثراء حينا، وبالزهو أحايين كثيرة، وبالمسؤولية مرات عديدة. وعندما أنوي الكتابة أستحضر في مخيلتي تلك الكوكبة الرائعة من القراء، التي أضرب لها ألف حساب وأعيد النظر في الكلمات وأقلّب وأعدّل العبارات بما يوضح الفكرة ولا يخلّ بالمعنى مع عدة اعتبارات أهمها احترام عقل القارئ وتقدير مشاعره!
لذا عزمت بحول الله على تخصيص هذه الزاوية نهاية كل شهر لاستعراض رسائل القراء سواء التي تصل لموقع الجريدة أو رسائل SMS، أو الإيميل أو الموقع الخاص بي، مع الابتعاد عن الانتقائية في تناول الرسائل حيث ستطرح وتناقش ما عدا المتشابه منها.
من تلك الردود ما كتبته بموقع الجزيرة مديرة شؤون المعلمات بالرياض الأستاذة مها الحقيل التي أبدت حزنها على حادثة اغتيال المدرسة المقرمشة فقالت: (أحب عملي لأنه بالفعل.. يقرمش! وقرمشة العمل، تعبير جميل يا رقية. أحزنني ما فعلناه بموظفات الابتدائية (215) وهو عن غير قصد، وأوشكنا على تكراره مع الابتدائية (19) لكننا أدركنا ضرورة بذل أقصى جهد لعدم تفرقة الموظفات. قد لا نستطيع، لكن وعدنا أنفسنا أن نبذل الجهد).
مديرة مسؤولة، تتحدث بإنسانية، ولم تخيب أملي فيها قط، فهي تعترف بمرارة ما حدث وتؤكد أنه بغير قصد، وتبعد نفسها عن مثالية عدم تكرار الخطأ، لكنها تذكر استدراكه قبل وقوعه!
برافو أستاذة مها، احذري من موظفات إدارتك فإنهن يوشكن على قرمشتك!!
وتعليقاً على مقال (وما أدراك ما القصيبي؟!) يقول من أطلق على نفسه خالد العاطل: (الوزير شخصية قيادية ونحترمه لكن إلى الآن لم نرَ عصاه السحرية التي وصفتها! فالبطالة موجودة غير أنه برز في ضجة سعودة صالونات الحلاقة وقعودة الخريجين، وأظن لو أن كاتبة الموضوع تخرجت في وقته لما مجّدته هذا التمجيد، خاصة وأنها لن تكون في سيارة مكيفة توصلها إلى عملها المرموق! بل سوف نشاهدها منهمكة في البحث عن محل بيع مستلزمات نسائية في أحد أزقة الخبوب، ولما عرفت رفاهية الرياض، عذراً: محدٍ شكا من جمرة ما وطاها)!
ولو رجع الأخ خالد لمقال (ثمانية آلاف محل وشباب عاطل) لأدرك مدى قهر الوزير القصيبي ولوعته وشعوره بالغصة على شباب وطنه الذين يشتكون من البطالة، في الوقت الذي شرَّع لهم أبواب الأعمال المهنية والفنية وسعى لتدريبهم وأوقف الاستقدام فيها، بينما يرفضها شبابنا فتغص بعمالة رديئة يفتقد أغلبها الكفاءة والأمانة والإخلاص والانتماء للوطن!
وبرغم عدم إشارتي للعصا السحرية، أود أن يعلم الأخ خالد أني لا أستنكف قط عن بيع المستلزمات النسائية فهو عمل شريف يحتاج لقليل من فنون التجارة وكثير من القناعة ووافر من أدب التعامل!
وسأظل أردد: يا ليت شباب بلدي يعلمون ويقتنعون، ويعملون ويقنعون!!
rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342