Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/01/2009 G Issue 13260
السبت 20 محرم 1430   العدد  13260
عقلانية والتزام الدور السعودي

 

لا يزال هناك بريق أمل في العمل العربي من خلال جهد المخلصين من قيادات وأبناء هذه الأمة، الذين يحرصون على لمّ الكلمة وتذليل الصعاب ومراعاة الاختلاف في وجهات النظر بين الأشقاء العرب، ولا شك أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتصدر قائمة المحافظين على اللحمة العربية التي هي هدف كل الغيورين على مصالح هذه الأمة.

قمة الرياض الطارئة التي عُقدت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين خير دليل على ما نحن في صدده من حديث، حيث جاءت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها انطلاقاً من الإحساس بالمسؤولية التاريخية وضرورة القيام بجهد يجنب الصف العربي مخاطر الانقسام التي ظهرت من خلال التعامل مع أزمة العدوان في غزة، وكعادة السياسة الخارجية العربية التي لا تقوم بتحرك إلا بعد دراسة والتأكد من أنه يعود بالخير على المنظومة العربية والإسلامية، فقد تجلت إيجابيات هذا التحرك ب(رزمة) من الدعم والإنجازات يتصدرها التأكيد على وقف العدوان على غزة الذي سيكون الملف رقم واحد على أجندة قمة الكويت، مع تحقيق اللحمة والوئام في الصف الخليجي من خلال قمة الرياض، والإعلان أن قمة الكويت سوف تقدم دعماً سخياً لإعانة قطاع غزة في مواجهة ما يتعرض له من عدوان غاشم على يد آلة الحرب الإسرائيلية.

تظل المملكة العربية السعودية - بتحركاتها العقلانية المبنية على حيثيات المواقف وبديهيات الأمور - بمثابة صمام الأمان الذي يحفظ وحدة الصف العربي ويسعى إلى الذب والمنافحة عن مصالحه في وجه ما يتعرض له، عبر المواقف المتزنة والتحركات الفعالة التي تعتمد على وحدة الموقف وصلابة الرأي بعيداً عن مزايدات الارتجال أو التسرع الذي لم تجنِ منه الأمة العربية في ماضيات السنين إلا الفراغ، وخداع الخطاب التعبوي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع في عالم بات التعامل معه يحتاج إلى نوع من الحصافة والذكاء، وفي الوقت ذاته التعقل وقياس المعطيات على الساحة الدولية.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد