Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/01/2009 G Issue 13260
السبت 20 محرم 1430   العدد  13260
تقليص حصص الأول الابتدائي يحول دون التسرب

 

تابعت مقال ناصر صالح الصرامي في هذه الصحيفة يوم الثلاثاء 6 محرم، بالعدد 13256 بعنوان (التعليم خبر مبهج وآخر منسي) وتطرق فيه عن تطوير التعليم والمناهج، وذكر أن الطلاب الصغار مهددون بعاهات تلحق بعمودهم الفقري من ثقل ما يحملوه من كتب تمنع نموهم الجسماني والذهني، وفي نفس العدد تابعت خبر اللقاء الشهري الذي نظمه مركز سيدات الأعمال بالمنطقة الشرقية وبعنوان (دعم القطاع الخاص للتعليم) وطالبت المتحدثات في الملتقى (تغيير المناهج الدراسية وتحدثت إحدى المتداخلات عن الأرقام الهائلة التي تنفقها الدولة على التعليم دون رؤية نهضة في المناهج الدراسية أو تطوير في المباني).

فأي خطوة بالتالي تتخذ في أي مجال للتطوير تبدأ من بداية السلم وأوله لتتكامل وتظهر بالنتائج المرجوة في الأخير وعند اكتمال مراحل العمل، وفي التعليم وتطويره إذا كان هناك تطوير سيحل على أرض الواقع ونلامسه ليتضح الفرق، فمن باب الأهمية أن يؤخذ بعين الاعتبار التعاطي مع موضوع التطوير من اسس التعلم وبداياته وبخاصة بما يتعلق مع المعني والمتلقي الذي بدأ أولى خطواته العملية، فالصف الأول الابتدائي يعتبر البداية الحساسة وهو امتداد طبيعي لمرحلة ما قبل المدرسة، مرحلة طفولة وبراءة اللهو واللعب والتصرفات الغير مسؤولة، وتعتبر هذه المرحلة الدراسية هي الركيزة وبداية الانطلاق نحو افق العلم واكتساب المعارف، فالتعامل مع هذه المرحلة السنية يحتاج للتصرف المناسب والحذر من ردة الفعل المتسرعة ومعالجة الأمور بعقلانية والصبر على هذه المرحلة العمرية والتجاوب معهم والاندماج داخل محيطهم، وهذه هي متطلبات المسؤول عن هذه المرحلة مرحلة الركيزة الأساسية للعلم والتعلم، والشيء الثاني يتعلق بما يتلقاه طلاب الصف الأول من مهارات وعلوم ومعارف من مختلف المواد المتعددة والمكثفة التي تبلغ (28) حصة أسبوعياً لطفل لم يتعد السادسة من عمره وجاء للتو من غرفة العابه في منزلهم ولا يعلم عن محيطه سواها لينهل هذا الكم الكبير من الحصص والساعات الطوال داخل فصله ومدرسته والتي قد يتفاجأ ويصطدم بطول الزمن اليومي الدراسي وبالتالي زيادة في الوقت الذي يكون فيه بعيداً عن أسرته ومنزله وهو لم يتعود على ذلك بعد بالشكل المطلوب فتخفيض وتقليص عدد الحصص الأسبوعية لطالب الصف الأول الابتدائي في (الفصل الدراسي الأول) فقط إلى (22) حصة كأعلى عامل مهم وفاعل في الحد من ظاهرة تسرب الطلاب المستجدين من المدرسة أو عدم تأقلم البعض الآخر، كما أن تركيز المواد للطالب المستجد خلال الفصل الاول واقتصارها على مواد (القراءة والكتابة والقرآن والرياضة والفنية) لها إيجابياتها من وجهة نظر متى ما وزعت على الجدول المدرسي لطالب الصف الاول بشكل مناسب يحقق رغباته، فالطفل بطبعه لا يمل اللعب ويحب اللهو والمرح فيفترض أن يلعب وينطلق ويمارس الألعاب الرياضية في مدرسته كل يوم وبواقع (5) حصص في الأسبوع توزع على أيام الأسبوع بالتساوي بدل من (3) حصص المعمول بها حالياً وذلك لإدخال عامل الترغيب كل يوم في نفوس الأطفال، والمادة الأخرى التي يرغبها الطفل ويندمج معها وتعوده على الابداع وعامل معهم لجلبه وترغيبه في المدرسة هي التربية الفنية والتي يفضل أن تزيد حصصها في الأسبوع إلى (3) حصص بدلا من اثنتين، ويتبقى لحصة القراءة والكتابة (8) حصص أسبوعيا بدل (11) حصة، والقرآن الكريم (6) حصص بدل (8) ليصبح المجموعة الإجمالي (22) حصة أسبوعياً كحد أعلى، مع مراعاة نقل كتاب (النشاط) المرادف لكتاب القراءة والكتابة المقرر على طلاب الصف الأول في الفصل الدراسي الأول إلى الفصل الدراسي الثاني بعد تحديثه وتطويره بما يتلاءم ويتماشى مع الشوط الذي قطعه الطلاب في التحصيل وإدراك المعارف والمهارات، وبذلك سيتم ترحيل مناهج الرياضيات والسلوك ومقرر (النشاط) للقراءة والكتابة إلى الفصل الدراسي الثاني ليتحقق للطالب عندئذ (من وجهة نظر) عدة فوائد ايجابية ومهمة ومؤثرة خلال الفصل الدراسي الأول، أهمها تقبل مرحلة العلم والتعلم الاولية بلا نفور وبسلاسة وسهولة وطرد شبح الملل من نفس الطفل ذي الست سنوات بسبب تقنين الزمن وزيادة ساعات اللعب والمرح، وثانيها تحقيق التركيز في تعليمه من خلال مادتين خلال الفصل الدراسي الاول هما القراءة والقرآن وهما الركيزة لبداية مراحل التعلم الأولى، بالإضافة لمادتين أخريين للترويح والترغيب والابداع هما (التربية البدنية والفنية) ليكتسب المهارات والعلوم والمعارف المهمة المركزة للتعليم بصفة خاصة في التهجي ومن ثم القراءة الصحيحة والكتابة السليمة وحفظ قصار السور باتقان وبلا اجتهاد أو أخطاء في الحفظ، بالإضافة إلى عدم زيادة مساحة وتشعب وتعدد العلوم الملقاة على الطالب للمحافظة على ذهن ابن الست سنوات من التشتيت ومراعاة للفوارق الفردية في التحصيل وتدرج وتنوع التعلم وبخاصة في أولى الخطوات المتمثلة في الفصل الدراسي الأول والذي يعتبر مقياسا للانطلاق الفعلي في التعلم ويبين تقبل الطالب لذلك من عدمه، فوضع الطالب حديث العهد بالمدرسة لابد أن يطور ويؤخذ بالاعتبار من عدة زوايا نفسية وعلمية ليتحقق له نتائج أفضل.

عبدالعزيز بن سعد اليحيى - شقراء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد