لا ألام حين أثور في وجه من يدخل إلى بيوت الناس مرة بحجة الإفادة ومرة بحجة الإمتاع والهدف مادي بحت، وعندما تتحول المادة من حاجة إلى هاجس مسيطر وفتنة متمكنة تموت في نفس الإنسان من الفضائل أشياء كثيرة ولا يرى حينها إلا قمة الحلم بالمزيد من النقود والثراء السريع وتحت أي مسمى وبأي ثمن فالغاية هنا تبرر الوسيلة أما من المتضرر فلا يهم.
|
ولأن التعليم رسالة عظيمة يجب ألا يتصدى لها من هب ودب من الناس فمن منا يثق برجل يتولى تعليم أولاده وهو يعلم علم اليقين أنه برغم علمه الزاخر لن يقتصر على تعليمهم فقط ما جاء من أجله، وكذلك لن يجازف أي ولي أمر أن يذهب بأولاده إلى أي مركز ترفيهي وهو يعلم أن الكثير مما يقدم من برامج ذلك المنتزه تحرضهم على العنف.
|
والمقصود هنا بعض القنوات التي يقدم جزء منها الفائدة الرائدة دنيوياً وأخروياً ويصاب المرء بالدهشة من جمعها بين إصلاحها للنفس والعقل وإفسادها غير المسؤول للجسد، حيث لا يتوقف شريط رسائلها عن تقديم الوصفة الطبية تلو الأخرى دون إدراك أن أغلب المشاهدين حينما يثقون بمصدر إعلامي ما تتكون لديهم قناعة تامة أنه لا يقدم إلا المفيد والمدروس مع أن ما يقدم لا يعدو كونه اجتهادات شخصية لا تخضع لأي تقييم طبي ولنا أن نتصور كم من المصائب التي جاءت نتيجة لهذه الوصفة أو تلك.
|
وعلى الطرف الآخر نجد بعض القنوات المعنية بالشعر والتي تبث المتعة والأنس من خلال ما تقدمه من أدب لا تتورع في سبيل كسب عدد أكبر من المشاهدين أن تطرح مسألة أو قصيدة تفرق بين الجار وجاره والزميل وزميله بحسب اختلاف قبيلة الطرفين وهنا تتحول المتعة إلى فتنة تأكل الأخضر واليابس.
|
|
كيفَ الرشادُ إذا ما كنتَ في نَفَرٍ |
لهُمْ عنِ الرَّشْدِ أَغْلالٌ وأَقْيادُ |
أعطَوْا غَواتَهَمُ جَهْلاً مَقادَتَهُمْ |
فكلَهُمْ في حبالِ الغَيِّ مُنّقادُ |
|
|