هو أحد نجوم ساحة الأدب الشعبي منذ الثمانينات الميلادية رغم ابتعاده في السنوات الأخيرة عن الأضواء بدأ في صحافة الكويت مثل كثير من شعراء الخليج لكن تجربته تبلورت بعد استقراره في مدينة الرياض وإصدار أول ديوان منذ ربع قرن عن رحلة الفضاء للأمير سلطان بن سلمان.
وبعد هذه المدة يستعد لإصدار ديوان خاص به ضامن عبيد العنزي أو (أبو جراح) كما اشتهر في البداية حدثنا عن بداياته وتصوره لمستقبل الساحة ورأيه في حاضره وأمور أخرى من خلال هذا الحوار:
* ما سر هذا الابتعاد عن النشر؟!
البحث عن منبر يقدم ما يغري على المنافسة ويليق بتاريخ تجربتي وبناء رضا جمهور الشعر.
* هل كل المنابر لا تغري بالمنافسة؟
هناك أكثر من منبر جيد لكنني لا أطرق الأبواب والمفروض أن الصحفي أو الإعلامي عموما هو الذي يبحث عن المادة الجيدة والشاعر الذي يقتنع فيه.
* لماذا لم تصدر ديوانا حتى الآن؟!
أنا الآن بصدد إصدار الديوان الأول حيث انتهيت من إعداد المسودة لأن الإصدار سواء الصوتي أو المقروء إما أن يكون للشاعر أو عليه وأنا أحاول أن يكون ما أصدره محسوب لي وليس علي.
* هل يعني هذا أنك ستستبعد الكثير من قصائد البداية أو حتى ما بعد البداية؟!
نعم هذا الصحيح لأنني أريد ديوانا يمثل تجربتي الآن لينال رضا المتلقي.
* إذا أنت ضد دواوين المرحلة أي التي تمثل كل تجربة الشاعر؟!
أنا لست ضد هذا لكنني مع الرأي القائل بتدوين الأفضل لأن الديوان يبقى بعد شاعره ولا أريد أن أكرر أخطاء غيري بنشر ما أندم عليه فيما بعد.
* هل أنت متابع دقيق للساحة بكل منابرها المقروء والمسموع والمرئي أم أن المشاغل قد أبعدتك حتى عن المتابعة؟!
أنا مشغول عما لا يعجبني أما المنابر التي تستحق المتابعة فأنا أتابعها بدقة: صحفيا (الجزيرة).. فضائيا قناة أبو ظبي والمختلف وفواصل وإذاعيا إذاعة الرياض وإذاعة قطر وما تبثانه من برامج شعبية.
* ما رأيك بمستجدات الساحة الشعبية من تكاثر القنوات الفضائية والمسابقات؟!
إلى الآن كل المستجدات ضد مصلحة الشعر ولا تخدم إلا أصحابها ومصالحهم الخاصة.
* المسابقات تحديدا اختلف حولها الناس بين راض وغاضب مع أي الفريقين أنت ولماذا؟
أنا مع الفريق الغاضب لأنها استنزاف للجيوب وهدم للذوق العام وإثارة للفتن والحساسيات والقائمين على التحكيم فيها 90% منهم لا يجيدون التحكيم لأنهم لا يفقهون خفايا الشعر.
* أثير الكثير من اللغط حول مسابقات الشعر وفي مقدمتها شاعر المليون ماذا لديك عنها؟!
شاعر المليون هو أفضل المسابقات من حيث الفكرة والإعداد والرعاية الكريمة من سمو الشيخ محمد بن زايد مع أن فيها الكثير من الأخطاء التي تحول بينها وبين الكمال وكسب رضا الجميع مثل ضعف مستوى اللجنة وما يشاع عن اختراق البرنامج من البعض.
أما بقية المسابقات فقد ماتت قبل أن تولد.
* قبل ربع قرن تقريبا أصدرت ديوانا ضم شعر شعراء الوطن في رحلة الفضاء لسمو الأمير سلطان بن سلمان كيف كان الصدى ولماذا لم تكرر التجربة؟
تسألني عن الصدى بعد (25) سنة قالها ضاحكا لقد كان الصدى أكبر من الوصف على كل المستويات والآن أنا بصدد إعادة طباعته وإضافة قصائد عن الرحلة لم تنشر في الطبعة الأولى وأخرى عن مرور ربع قرن على رحلة الفضاء لأول رائد فضاء عربي مسلم.
أما عن تكرار التجربة فأنا شدني الحدث وأردت أن أوثقه في ذلك الديوان ولم يكن هدفي أي شيء آخر حتى تسمى تجربة وتكرر.
* كنت نجما إعلاميا في الثمانينات إلى ما بعد التسعينيات ثم اختفيت ما سر هذا الاختفاء؟!
لقد حوربت من أصدقاء كنت أعدهم السند والساعد عندما وصلوا إلى تسنم كل منهم منبر إعلامي أو اقترب من أصحاب المنابر الإعلامية.
* وهل استسلمت لهذه الحرب وتواريت؟!
بالعكس أنا استمريت مع الأنقياء كما أنا وأصدقك القول إنني بعدما طعنت من أولئك صرفت اهتمامي إلى أمور أهم من الشعر صارت هي الأولوية بالنسبة لي وصار الشعر أو بعبارة أدق النشر أمرا ثانويا.
* الإعلام الشعبي هل خدم الشعر؟
هو نشر الشعر بكثافة لكنه أساء إليه بعدم الدقة في الاختيار حيث أبرز من لا يمتلك الموهبة على حساب الشاعر الموهوب.
* نفهم من إجابتك أن اعتماد الإعلام الشعبي هو على العلاقات وليس مصلحة الشعر؟!
نعم نسبة كبيرة من القائمين على المنابر الإعلامية الشعبية المختلفة هذا ديدنهم وهناك جهود مخلصة ضاعت في زحمة السيئ.
* أنت كثير الأسفار في السنوات الأخيرة ما الحكمة في ذلك هل هي المشاغل أم هروب عن واقع معين؟!
يقول الأمير الشاعر محمد السديري رحمه الله:
رجلك الي ضاقت لياليك سجها
عسى تواليها تبشر بالافراج
والسفر فيه فوائد جمة ذكرها العرب قديما، وقد استفدت منها صحبة الأماجد ومعرفة الأخيار والإجازة من بعض الالتزامات التي لا تنتهي.
* ما هو البلد الذي تحب السفر إليه؟!
الحقيقة بلدان كثيرة لكن تبقى سوريا هي الأكثر لاعتبارات عدة أهمها أن فيها أملاك وأقارب.
* كلمة أخيرة.
أدعو الله عز وجل أن يعيد والدي وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن بالصحة والعافية فهذا الأمير الجليل هو الذي أدين له بعد الله بالفضل كله في حياتي.. وشكرا لجريدة «الجزيرة» على إتاحة هذه الفرصة.