Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/03/2009 G Issue 13313
الاربعاء 14 ربيع الأول 1430   العدد  13313
القرصنة الفكرية وويلاتها

 

ونحن نعيش هذه الأيام فعاليات ثقافية كبيرة تتمثل في مهرجان الجنادرية والأخرى في معرض الرياض الدولي للكتاب، يرد خبر في غاية الأهمية تتعلق بالقرصنة الفكرية، وخطرها على حقوق المؤلفين ودور النشر.

ويقول الخبر إن وزارة الإعلام أتلفت -مشكورة- عشرة ملايين مادة إعلامية مخالفة لنظام حقوق المؤلف في مدينة الرياض وحدها! بين هذه المواد أقراص مدمجة وأشرطة كاسيت وفيديو تحتوي على برامج حاسوبية وأفلام وأغان وألعاب فيديو وأجهزة تستخدم في النسخ والتزوير!

فمحاربة القرصنة الفكرية في غاية الأهمية من أجل ضمان حقوق المؤلفين. ولا يمكن تخيل استمرار الحركة الثقافية، والإنتاج الفكري في ظل وجود تعد على حقوق المبدعين، وتزوير أعمالهم ونسخها وبيعها في السوق السوداء. فالأعمال المشبوهة هذه تضرب مصالح المبدعين ودور النشر والمؤسسات الإنتاجية، ويعرضها لخسائر بالملايين، وذلك لا شك سيؤثر سلباً للغاية في عطائهم الفكري. وهناك متربحون من وراء القرصنة، وتجب ملاحقتهم ومحاكمتهم، وفق نظام واضح وقوانين لا تقبل الجدل. فهؤلاء يسيئون إلى سمعة المملكة في الخارج، بما لا يتوافق مع رؤية المملكة كمنطقة جاذبة للاستثمار وحامية للحقوق في مختلف المجالات.

فضلاً عن أن القرصنة تسيء إلى اقتصاد الدولة، وتكبد المؤسسات والشركات خسائر مادية كبيرة، وهؤلاء جزء من المجتمع ويجب حماية إنتاجهم. فالتأليف صناعة كاملة تجب الحفاظ عليها، والقرصنة الفكرية تهدد هذه الصناعة برمتها، وخاصة في ظل وجود أجهزة صغيرة وسهلة النقل تستعمل في الأماكن المغلقة من أجل السرقة والنسخ والتزوير. وليس من المقبول أن تسعى المملكة إلى خلق مناخ استثماري ملائم لرجال الأعمال في الوقت الذي لا تحارب فيه المعتدين على حقوق الآخرين. فرأس المال جبان كما يقال، ولن يغامر رجال الأعمال في الاستثمار في بلد إلا إذا ضمنوا أن استثماراتهم ستحمى بموجب مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية. والحديث هنا يشمل أيضاً المؤسسات التي تعنى بالإنتاج الثقافي والإعلامي.

إن محاربة القرصنة تتطلب تعاوناً وثيقاً بين القطاعات الحكومية الأمنية والتجارية والإعلامية. وكما أن هناك قرصنة محلية، فإن ثمة قرصنة دولية، وقد يتم استيراد مواد إعلامية مزورة، وهذا يتطلب يقظة من قبل رجال الجمارك. كذلك فإن خلق الوعي بخطورة القرصنة، ومخالفتها للشريعة الإسلامية من المهم بمكان، لأنه قراصنة الفكر لم يكن لهم أن ينشطوا في أعمالهم المشبوهة لولا وجود سوق رائجة تساعدهم على ذلك!.

***


















 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد