Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
أضواء
أدعياء الجهاد يحرِّضون الأعداء على تدمير الوطن
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لأنهم ينفذون (أجندة الشيطان) ويتبعون خريطة تدمير الوطن الذي تربوا على أرضه، فإنهم يستعدون الأقوياء لنقل مخططاتهم إلى أرض الواقع، ويحرضون قوى الشر والمعادية للإسلام للقيام بالمهام المطلوب منهم تحقيقها.

طالبان باكستان وكبيرهم المدعو بيعة الله محسود خرج قبل أيام بفرية كبيرة تؤكد أن هؤلاء بعيدين عن خلق وأخلاق الإسلام، فالكذب وادعاء القيام بأعمال لم يقم بها ذلك الكذاب ولا جماعته ليس من أخلاق المسلمين، فكيف يزعم هذا الدَّعي بأنهم يقومون بأعمالهم الإرهابية في باكستان لإعلاء كلمة الإسلام..!!

فقبل أيام تعرَّض مركز المهاجرين الجدد في ولاية نيويورك إلى هجوم إجرامي تسبب في مقتل ثلاثة عشر شخصاً، وقبل أن تجف دماء الضحايا، خرج صوت من باكستان عرف أنه يخص ما يدعى بيعة الله محسود الذي يوصف بأنه رئيس حركة طالبان باكستان الإرهابية المسؤولة عن تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في باكستان.

ادعاء بيعة الله محسود نَبَشَ الأحقاد التي كاد الأمريكيون ينسونها عن جريمة تفجيرات منهاتن يوم 11 سبتمبر عام 2001 التي نفذها زملاؤه بالإرهاب مجرمو القاعدة وأودت بأرواح آلاف الضحايا من الأمريكيين وغيرهم، وجلبت الويلات على الأقطار الإسلامية، حيث استفزت تلك الجرائم (التنين الأمريكي) ودفعت الإدارة الأمريكية إلى شن ما يسمى بمواجهة الإرهاب التي تسببت في استهداف المسلمين في جميع أصقاع العالم، وتضرر العمل الإسلامي الخيري واستهدفت دول إسلامية، وقتل ملايين المسلمين في العراق وأفغانستان انتقاماً أو استباقا لاجتثاث الجماعات الإرهابية التي ترعرعت في أفغانستان إبان حكم طالبان، ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحكم من إدارة يسيطر عليها تيار معادٍ للإسلام يطلق عليه في أمريكا (المحافظون الجدد) الذين وجدوا في جرائم 11 سبتمبر الدافع والمبرر لإطلاق (حرب صليبية) جديدة ضد العالم الإسلامي لا يزال المسلمون يعانون منها.

والآن وبعد أن بدأت أمريكا تتعافى من آثار حقبة المحافظين الجدد الذين يحاولون إظهار الرئيس الأمريكي الجديد أوباما بأنه متساهل مع (الإرهاب الإسلامي)، يظهر مدعٍ ومن المحسوبين على الإسلام ويزعم بأن عناصر من جماعة (قاعدة باكستان) قد استطاعوا أن يخترقوا عمق الأمن الأمريكي وينفذوا عملية إرهابية في نيويورك.. المدينة التي استهدفت بجرائم 11 سبتمبر.. وكاد هذا الزعم أن يثير الأحقاد من جديد.. ويستفز العملاق الأمريكي الذي أخذ ينسى، وظهرت أصوات مؤيدي المحافظين الجدد تحرض.. لولا ظهور الحقيقة التي فضحت مدعي (الجهاد) وعرَّته أمام المسلمين جميعاً قبل كشفه أمام الأمريكيين، حيث أوضح ريتشارد كولكو المتحدث باسم المباحث الأمريكية ال(إف.بي.آي) أن أقوال بيعة الله محسود كاذبة، وأن جريمة الهجوم على مركز المهاجرين الجدد في نيويورك قد نفذها مهاجر فيتنامي اسمه (جيفرلي فونج)، وهو مهاجر من فيتنام نال الجنسية الأمريكية قبل عشر سنوات، وليس له صلة بأي منظمة أجنبية، وأن دافعه لهذا العمل الإجرامي هو رد على فصله من العمل وعدم قدرته على الحصول على عمل آخر، وأنه يعاني من تهكم الأمريكيين عليه بسبب جهله باللغة الإنجليزية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد