Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
حوار من أجل الاستقرار

 

منتدى تحالف الحضارات الذي يعقد في تركيا في دورته الثانية مهم جداً، وخاصة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يشارك فيه تزامناً مع أول زيارة له لدولة مسلمة منذ وصوله للبيت الأبيض يناير الماضي. كذلك ينعقد هذا المنتدى في تركيا التي اعترضت ثم قبلت على مضض اختيار رئيس وزراء الدنمارك السابق لمنصب سكرتير حلف شمال الأطلنطي بسبب عدم إدانته للرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وعدم إدانته تعني أن له اتجاهات عنصرية ستؤثر سلباً في عمله ولن تكون في صالح الاستقرار العالمي لأنها تتعارض مع فكرة الحوار الحضاري واحترام الأديان. إن هذا النوع من المنتديات ليست من قبيل الترف الفكري والثقافي، وإنما هي ضرورة ملحة من أجل عالم ينعم بالسلام. فأغلب الصراعات اليوم وإن كان ظاهرها الاقتصاد والسياسة، إلا أن تركيز البعض على الاختلافات العقائدية والثقافية وجعلها مبرراً للصراع يجعل العالم مهدداً بالحروب. ولو تم جسر الهوة عبر الفهم المتبادل بين الحضارات المختلفة لربما استطاع العالم حل كثير من القضايا الخلافية وعدم تصعيدها لما هو أسوأ. والأصل في الحضارات هو التمازج، فالحضارة الغربية والتقدم العلمي الذي يحظى به الغرب اليوم هو نتيجة لتدفق العلوم إلى أوروبا من العالم الإسلامي، وهذا العالم الإسلامي تأثر بدوره بالحضارة الإغريقية. ولذلك، فإن صراع الحضارات الذي بشر به بعض المفكرين وعلى رأسهم الراحل صامويل هنتينجتون ليس صحيحاً إلا إذا كان هناك من يريد أن يستغل اختلاف الحضارات من أجل تغذية الحروب. ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الكبيرة في إطلاق الحوار الحضاري بين الشعوب فأصبح بذلك واحداً من أبرز دعاة السلام والحوار، وقد توجت مبادرته باجتماع عالي المستوى في الأمم المتحدة بنيويورك في نوفمبر الماضي وهو الاجتماع الذي عقد بناء على طلب من الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواصلة الحوار العالمي الذي انطلق من العاصمة الإسبانية مدريد في يوليو 2008م.

***


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد