Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
شُكْرٌ وتَهْنِئَة
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل

 

الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذا الاختيار الموفق للأمير نايف بن عبدالعزيز، فخادم الحرمين الشريفين جمع بين العسكرية والمدنية على امتداد خدمته لوطنه، فقد جعل من الحرس الوطني مؤسسة إنسانية توفر الكتب وتعالج وتحفظ التراث وتهتم بالموروث الشعبي، وذلك يتمثل في مستشفيات الحرس الوطني ومكتباته، كما يتمثل في عروض الجنادرية السنوية، وقد قام - حفظه الله - بمهام الملك فهد - رحمه الله - في أيام مرضه بالإضافة إلى مهام ولي العهد فهو يعمل ليل نهار خدمة لشعبه وأمته العربية وأمته الإسلامية، فكان يسعى إلى معرفة وأحوال الناس حتى إنه ذهب بنفسه إلى بيوت الفقراء في حي الشميسي في الرياض، واهتماماته متعددة بعد أن تسنم ذروة المسؤولية فأولى التعليم الجامعي شطراً من اهتمامه، فمن كان له إلمام بالتجول في أنحاء المملكة من شمالها (الجوف) إلى جنوبها (جيزان) سيقف على مباني الجامعات التي تشاد على مدار الساعة، إن عصر الملك عبدالله عصر بناء واهتمام بمؤسسات العلم، فتلك المباني تمثل التقدم وتكون منطلقاً للرؤى المتجددة في رقي البلاد وتقدمها، فالأفق يبشر بمستقبل أفضل لبلادنا في ظل عاهلها العامل في ليله ونهاره لإسعاد شعبه، فرغبة الملك في دفع بلاده إلى الأمام رغبة أكيدة، والشواهد على ذلك قائمة، ومن تلك الشواهد السعي بجد إلى اقتناء التقنية التي هي الطريق الموصل إلى التقدم والرقي، واهتمامات خادم الحرمين الشريفين شاملة للعالمين العربي والإسلامي، فالسعي إلى الوفاق بين الإخوة الفلسطينيين يمثله اجتماع مكة، والمساعدات للإخوة المسلمين تصل إليهم في الباكستان وغيرها والمساعدات الإنسانية تصل إلى الصين وغيرها، فالغذاء والدواء تبذله المملكة للعربي والمسلم وغير المسلم، فكل كبد رطبة تصلها مساعدات خادم الحرمين الشريفين، ومكانة خادم الحرمين الشريفين شهد لها العالم، فاختياره في مؤتمر العشرين دلالة واضحة على مكانته التي جعلت من بلاده قوة اقتصادية تعد في الصفوف الأولى من القوى الاقتصادية في العالم.

أقول بعد هذه المقدمة الشكر لخادم الحرمين الشريفين صاحب الأعمال الجليلة ومن هذه الأعمال الجليلة اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فخادم الحرمين الشريفين يسعى إلى خدمة شعبه وحفظ بلاده، وقد نثر كنانته وعَجَمَ عيدانها فوجد الأمير نايفاً أصلبها عوداً فاختاره لمصلحة البلاد والعباد، فخادم الحرمين ولي الأمر يسعى إلى ما يحفظ الأنفس والأعراض والأموال، والأمير نايف خير من يقوم بهذا الأمر، وقد قدم لبلاده أعمالاً جليلة تمثلت في حفظ الأمن، فهو من رجال خادم الحرمين الشريفين فالمكافأة على قدر العمل، فالملك عبدالله بعيد النظر حاسم للمواقف، وهذا الموقف فيه دلالة على بعد نظره، فالأمير نايف سجلٌّ حافل بالأعمال الجليلة، فإذا كان تقدير الرجال بأعمالهم وخدمتهم لدينهم ووطنهم ومليكهم فإن أعمال الأمير نايف تقدمه في هذا المجال، فقد خدم الأمن أميراً للرياض وهو في العشرين من عمره، وخدم الأمن على امتداد سنوات طويلة، وهل هناك أفضل من حفظ أمن الحجاج والمعتمرين، لقد قام الأمير نايف حارساً للبيت الحرام سنوات عديدة يحوطه بالرعاية والأمن في أيام الحج وفي غير أيام الحج، ويقوم - حفظه الله - بتفقد المشاعر في منى وعرفات ومزدلفة قبل أيام الحج، ويقيم في منى في أيام الحج يراقب الجمرات والمخيمات، فأمن هذه الجموع التي جاءت من كل فج عميق ليس بالأمر السهل، وأمن المسجد النبوي لا يقل أهمية عن أمن الحرم الشريف، وأمن قبور الصحابة في البقيع وأحد حِمْلٌ على عاتقه، وقد سمعناه - حفظه الله - على أثر ما حصل في البقيع منذ أيام يقول: حفظ قبور الصحابة من العبث مسؤوليتنا، فهو رجل الأمن الأول لا يتراخى في حفظ الأمن تحت أي ظرف، فعندما انتهكت حرمة الحرم في سنة (1400هـ) فئة لها طموحاتها الخاصة وقف على نافذة الحرم يوجه الجنود ويدير المعركة مع ما عرف عن تلك المعركة بأنها شرسة، الموت يطل عليها في كل لحظة، وقد خلص الحرم من تلك الفئة التي أخافت الطائفين والمعتمرين والمصلين، ثم إن مراقبة حدود المملكة الطويلة في البر والبحر والجزر على مدار الساعة وحفظ تلك الحدود من دخول المخربين الذين يستهدفون أمن هذه البلاد عمل جليل يضاف إلى أعماله الكثيرة، ودخول المخدرات نوع من تخريب العقول فحفظ الحدود ليس بالأمر السهل، وأمورها تنتهي إلى الأمير نايف، ومن أعماله الجليلة ردع الفئة الضالة التي عملت الأعمال الإجرامية في التفجير والقتل وإتلاف الأموال، فقد شمر عن ساعديه وجمع برديه وأفسح لرأيه ما شاء الله عن الوقت فرأى أن الأمر لا يحسم عن طريق واحد وإنما يسلك إليه أكثر من طريق، فردع الظالم في وقته، ثم أقام الحجة وعارض الفكر بالفكر فتراخى الظلم وفتر عزمه، إنه نايف بن عبدالعزيز رجل السيف والقلم والرأي والحسم، وإسهامات نايف الأمنية تتجاوز أمن المملكة إلى الأمن العربي، فقد أسهم في حفظ الأمن العربي برأيه السديد في مؤتمرات وزراء الداخلية العرب، وجامعة الأمير نايف أفضل مؤسسة عربية تهتم بالأمن العربي.

وبعد ماذا أقول في الأمير نايف الذي خدم الأمن في آخر حياة المؤسس الملك عبدالعزيز، ثم استمرت خدمته للأمن في عهد الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد، وها هو يقوم بواجبه الأمني في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فأنا أجدد الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذا الاختيار، كما أشكر ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأشارك الأمير نايف في شكر صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز.

اللهم أعن نايف بن عبدالعزيز على تحمل المسؤولية ويسر له كل أمر عسير ووفقه إلى الخير وألبسه ثوب الصحة والعافية وأدم نعمتك عليه إنك على كل شيء قدير.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد