Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/04/2009 G Issue 13340
الثلاثاء 11 ربيع الثاني 1430   العدد  13340
الجز ء الثالث (3-3)
آل زلفة: لماذا لا تقام حفلات غنائية بمناسبة اليوم الوطني؟!

 

حوار - محمد بن عبد العزيز الفيصل

هل وزعت توصية د. محمد آل زلفة بمجلس الشورى..؟ وما موقف المجلس من هذه التوصية..؟ وهل هي مخالفة للأنظمة والقوانين...؟ كل ذلك وأكثر منه ستكشفه (مسيرة) لنا داخل هذا الحوار الشيِّق مع د. آل زلفة في جزئه الثالث الأخير..

فإلى نص الحوار:

* أليس في ذلك إشاعة للفاحشة؟

- هذا هو الواقع؛ فعلى سبيل المثال إذا أقيمت حفلة لأحد الفنانين السعوديين خارج المملكة فسيهب شبابنا مسرعين إلى هناك.. لماذا؟ مع أن هذا الحفل ستبثه جميع المحطات الفضائية والمغني سيكون محتشماً في لباسه فما هو سبب الاعتراض إذاً؟! شبيه بذلك مناسبات فوز منتخبنا الوطني لماذا أيضاً لا نجمع كل هؤلاء الشباب في الإستاد الرياضي ونأتي بمطرب يغني لهم أغاني وطنية؟ وفق ضوابط وآليات معينة لكي لا يخرج هؤلاء الشباب إلى الشوارع ويؤذون عباد الله فنكون قد فرغنا الحماس والنشاط لديهم في أمر ترفيهي يعود عليهم بالنفع الجزيل، وأنا أتمنى أن نقف وقفات حقيقية مع أنفسنا لنتعرف على حياة المجتمع وطريقة تفكيره، وأن له حقوقاً وواجبات، فلا يمكن أن يكون جاداً في جميع شؤونه، النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته كانوا يتسابقون ويتمازحون ويروون الشعر؛ أما الآن -مع الأسف- أصبحنا أكثر تشدداً ولا أدري من أين أتى هذا التشدد؟!

الفتوى:

* عام 1991م صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية تنص على عدم جواز قيادة المرأة للسيارة.. في حين صَرّحتم في بعض الصحف أن موضوع قيادة المرأة للسيارة اجتماعي وليس دينياً.. ألا ترى وجود مفارقة كبيرة بين الرأيين؟! بالإضافة إلى تأكيدكم بأن هناك علماء أيدوكم في هذا الجانب.. هل لي أن أعرفهم؟

- صدرت الفتوى بتحريم قيادة المرأة للسيارة من هيئة كبار العلماء عام 1991م في ظروف معينة مع أن السيارة وسيلة نقل كالوسائل الأخرى التي استخدمتها المرأة على مر التاريخ، ولعل الظرف السياسي في ذلك الزمن هو الذي أوحى بمثل هذه الفتوى فلم يكن أحد يعلم بحكاية النساء اللاتي ذهبن وقدن السيارة داخل الرياض لولا أنهن تحدين المجتمع وأصررن على ذلك!، فتصرفهن كان خاطئاً فكانت ردة الفعل كما رأينا، ومن المفترض مذ ذلك الحين ونحن نحاول إيجاد حلول لها فقد أضحت ضرورة، فأيهما أخطر أن تكون المرأة في حالة خلوة مع سائق أجنبي في السيارة لساعات طوال، بالإضافة إلى أن هذا السائق سيسكن معهم في داخل البيت، ومعنى ذلك أنهم جلبوا لأنفسهم مشكلة جديدة.. كل ذلك حل مؤقت أو أن تقود المرأة وحدها السيارة آمنة مطمئنة ضمن قيود وضوابط معينة تحفظ لها كرامتها بدلاً من أن تكون برفقة سائق أجنبي.

قد يقول البعض إننا لسنا في حاجة إلى سائق، لكن الواقع يقول عكس ذلك، فكل الأسر بأمس الحاجة إليه، والذي ينظر إلى حال الناس في البرية سيجد أن المرأة تقود هناك دون أن يضايقها أحد، فهناك عوائل مكونة من رجل وامرأة مسنة لديهم بنت أو بنتان وأولادهم الذكور يعملون خارج المنطقة فلو أتوا بسائق فسيكون ذلك مريباً وصعباً عليهم، ولكن لما تقود هذه المرأة السيارة وتجلب الأغراض لأهلها فسيكون ذلك أكثر أمناً وسلامة لهن وهذه هي الحالة الطبيعية المفترض أن تكون.

قيادة المرأة في المجلس:

* عندما طرحت قضية قيادة المرأة على طاولة مجلس الشورى.. هل تقبل الدكتور ابن حميد رئيس المجلس -في ذلك الحين- والأعضاء هذه الفكرة؟

- قيادة المرأة للسيارة.. جعلوا منها قضية كبرى وهي ليست كذلك! كان من المفترض أن يتقبلوا الموضوع بروح جيدة وصدر رحب، وقد تكونت الفكرة لدي عندما عرض نظام المرور المجدد من وزارة الداخلية على مجلس الشورى وكان متوجاً بمقدمة تلقي الضوء على ضخامة الحوادث في المملكة والآثار المادية والمعنوية المترتبة عليها وإسهام السائقين الأجانب فيها، بل إن بعضهم قد يأتي إلى المملكة بتأشيرة سائق وهو ليس كذلك؟! ولم يشتمل هذا النظام على أي مادة تنص على عدم قيادة المرأة للسيارة وعلى ضوء ذلك قلت في مداخلتي: لماذا لا نعد دراسة تهيئ المرأة لقيادة السيارة في المستقبل، وسأقدم توصية مكتوبة في الجلسة القادمة، بعض الزملاء لم يعجبهم هذا الكلام وكان يرأس الجلسة د. صالح العلي مساعد رئيس مجلس الشورى في ذلك الوقت، ولم يعلق سلباً أو إيجاباً على الموضوع، ولكن بعض الزملاء اتخذ ضدها موقفاً باعتبارها من القضايا المحرمة!

رأس الجلسة الثانية دكتور محمود طيبة نائب رئيس المجلس - رحمه الله- حيث كان الشيخ صالح بن حميد في زيارة رسمية لكندا ولم توزع توصيتي، ومن حقي الدستوري أن توزع توصيتي وألا تحجب فلم يستندوا على قانون رسمي يحجبها فلو وزعت التوصية وتم التصويت عليها ربما ترى الأغلبية أن هذه التوصية غير صالحة للنقاش لحساسيتها، ولكن منعها من التوزيع لم يكن إجراءً صحيحاً، وقد خلق المشكلة، وفي ذلك الحين لم أكن حريصاً على الجدل والنقاش وأن تأخذ كل هذه الهالة، صحيح أنني لم أسحب التوصية ولكنني لم أستمت في النفاح والدفاع عنها، فأنا قدمتها وفق النظام واللوائح ولكن رفضها هو الذي خلق كل هذه الهالة بينما هي قضية عادية.

عضوية:

* الانطباع السائد أن عضوية مجلس الشورى شرفية والاقتراحات التي يدلي بها الأعضاء لا تتجاوز أسوار المجلس حتى عندما ترسل إلى الجهات الأخرى فقد لا يؤخذ بها؟

- مجلس الشورى استشاري وقراراته ليست ملزمة، والأمل في المستقبل ولا يمكن أن يكون المجلس كاملاً إلا بثلاث ركائز وهي الانتخابية أن يكون نصف المجلس على الأقل منتخباً، أو أن ينتخب بأكمله ويوضع مجلس آخر للأعيان, وبذلك سيكون هناك نوع من التوازن، فإذا كان المجلس البرلماني مندفعاً فسيكون مجلس الأعيان من العقلاء والمتزنين، ولكنني لا أعلم في الواقع هل سيأخذون بالانتخاب مع أننا في مجتمع لم تخلق لديه ثقافة الانتخاب حتى الآن، فكيف بعضو مجلس بلدي (منتخب) يقدم استقالته احتجاجاً على إنشاء حديقة عامة للناس؟! فعندما يصبح لدينا أعضاء منتخبون في مجلس الشورى فسوف تسيطر عليهم فئة معينة فسيعطلون كل شيء في حياة المجتمع مثلما يحدث الآن في مجلس الأمة الكويتي بسبب قضايا تافهة كالاعتراض على كتاب أو على إقامة حفلة في اليوم الوطني، وأنا أستبعد فكرة الانتخاب في هذا الوقت؛ فنحن بحاجة إلى تهيئة المجتمع لتتكون لديه الثقافة الانتخابية، أما البديل عن الانتخابات فهو حسن اختيار من سيكون عضواً بالمجلس.

الثقافة الغربية:

* هل ثقافة الانتخاب غريبة عن مجتمعنا؟

- نحن لم نواكب المتغيرات؛ فالتغيير لم يكن تدريجياً؛ فقد توقفت مجالس البلديات وانتخاباتها وكذلك الانتخابات على مستوى الجامعات والكليات؛ ولم توجد على مستوى الغرف التجارية إلا من مدة وجيزة، والبديل نوعان إما التعيين أو التزكية، فلابد من خلق ثقافة الاختيار والانتخاب تدريجياً في مجتمعنا لكي لا يسيطر عليها فئة رجال الأعمال أو القبائل.

شهرة:

* في أكثر من موضع ذكرت أنك لا تبحث عن الشهرة هل لأنك مشهور؟

- هذه من المقولات الغريبة؛ فعندما يطرح الإنسان أي وجهة نظر لا تتفق مع وجهات نظر آخرين فسيقولون: إنه يبحث عن الشهرة، فأنا ماذا أريد من الشهرة التي قد تسبب لي المشاكل.

أي شهرة هل لأنني قلت لماذا لا تقود المرأة السيارة وأنه حق له مبرراته! بينما بعض العلماء جزاهم الله خيراً وصلوا إلى قناعات فأفتوا بفتاوى لتسهيل أمور الناس، فعلى سبيل المثال سفر المرأة بدون محرم، امرأة تريد أن تسافر بالطائرة إلى أي مكان وليس معها محرم، فهي أساساً آمنة وما الفرق بين المعلمات اللائي يسافرن إلى القرى والمدن للتدريس وبين اللائي يسافرن بالطائرة؟ بل على العكس ذلك أكثر خطورة من ركوب الطائرة، وقد قال أحد العلماء إنه يجب أن نوسع فهمنا لمفهوم المحرم فالزمن تغير.

وقضية سكن النساء في الفنادق هي جزء من المشكلة، فإذا أرادت امرأة أن تزور أباها أو أخاها في مستشفى الرياض مثلاً، أين ستسكن؟! وليس معها هوية, وقد تألمت كثيراً لحكاية تلك المرأة التي جاءت من الدمام لتزور أباها بالرياض ولم تتمكن من الرجوع لأنها احتاجت إلى أن تمكث معه ليلة أخرى، فرفضوا أن يسكنوها بفندق فاستأجرت سيارة ليموزين ليوم كامل وطلبت منه أن يوقف السيارة قرب مركز الشرطة لتكون آمنة ونامت في السيارة؟!

نحن مجتمع فيه شهامة ونخوة ومروءة، وأنا أسمع قصصاً غريبة، ومن ذلك حكاية تلك المرأة الريفية التي جاءت من الجنوب لتحضر زواج ابن أخيها وذهبت للسوق وهي متمسكة به خوفاً من الضياع، فشك رجال الهيئة فيهما واستوقفوهما وأخذوا يحققون معهما بالمركز أثبت أنها خالتك؟!

وهي لا تعرف شيئاً أمية وليس لديها أي إثبات ومكثت عندهم مدة، فمثل هذه القضايا حرام أن تكون في مجتمعنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد