Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/05/2009 G Issue 13365
السبت 07 جمادى الأول 1430   العدد  13365
ركن المستشار
سلطان العماش

 

حوكمة الشركات: مسؤوليات مجلس الإدارة

تطرقت في المقال السابق إلى أهمية تكوين مجلس الإدارة بشكل متوافق مع مبادئ الحوكمة السليمة لكي يقوم المجلس بدوره المنشود في توجيه الشركة ومواردها بشكل يسمح لها من تحقيق الخطط والأهداف المرسومة ويعزز من نجاح الشركة واستمراريتها. فإذا كان تكوين المجلس بشكل متوافق مع مبادئ الحوكمة هو البداية لعملية التصحيح المطلوبة في إدارة الشركات كما ذكرت في مقالي السابق فإن قيام المجلس وأعضائه بأدوارهم المطلوبة هو الأساس لتفعيل دور المجلس لكي تتكامل الصورة فيتفق الشكل والمضمون.

قيام المجلس بمسؤولياته الكاملة هو أساس النجاح لأي شركة وهو الضامن أمام أصحاب المصالح بأن الشركة لديها الأدوات الرقابية والإشرافية الكافية لدعم السلطة التنفيذية للشركة ومساعدتها على تحقيق النتائج المرسومة. إن تفعيل المجلس لمسؤولياته واستخدام صلاحياته المنصوص عليها عامل حيوي لتفعيل دور السلطة التنفيذية وجعلها في تنافس حقيقي مع النفس ومع اللاعبين الرئيسيين بالسوق لكي تفي بمتطلبات المنافسة وتحقيق النتائج التي تم التوافق عليها والتخطيط لها مع مجلس إدارة الشركة.

مسؤوليات مجلس الإدارة تنضوي تحت ثلاثة جوانب رئيسية بداية من مسؤوليات المجلس عن تنظيم العمل بالشركة ومروراً بمسؤوليات المجلس عن قيادة الشركة ووصولاً إلى مسؤوليات المجلس الرقابية. مسؤوليات المجلس نحو التنظيم غاية في الأهمية كما الجوانب الأخرى كون المجلس يسعى إلى تقديم التوجيه والقيام بالتنسيق المستمر مع الإدارة التنفيذية لتطوير أعمال الشركة ورفع القيمة التنافسية وتعظيم العائد على الاستثمار من خلال توجيه السياسة العامة للشركة ورسم الخطط الإستراتيجية والخطوط العريضة للأداء وتحديد الأهداف العامة وكيفية الاستفادة من موارد الشركة المالية والبشرية والتقنية والمعلوماتية لكي تقوم الإدارة التنفيذية بتحويلها إلى خطط عملية.

أما مسؤوليات المجلس من الجانب القيادي فتتلخص في دور المجلس في تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكية من خلال تطوير ميثاق للشرف وأخلاقيات المهنة لتطبيقها من قبل الإدارة التنفيذية والموظفين ويكون المجلس هو القائد والقدوة من خلال تمسكه بالمبادئ السلوكية السليمة في توجيه الشركة وكذلك محاربته لمبدأ تضارب المصالح سواء داخل المجلس أو الشركة. كما أن المجلس مسؤول عن التأكد من قيام الإدارة التنفيذية بالشركة باحترام التزاماتها وتعهداتها الداخلية والخارجية وكذلك القوانين التي تحكم عملها.

أما مسؤوليات المجلس عن الرقابة فهو جانب غاية في الحساسية والأهمية كونه الجانب الأبرز من وجهة نظر أصحاب المصالح للتأكد من قيام الشركة وإدارتها التنفيذية بعملهم على الوجه الصحيح ووفقاً للسياسة العامة المرسومة للشركة. الدور الرقابي للمجلس يجب أن يكون دوراً فاعلاً من خلال طلب التقارير الدورية للمركز المالي للشركة ومراجعة سياسة إدارة المخاطر بالشركة والتقييم المستمر لأداء الشركة وفقاً للموازنات المعتمدة والتأكد من سلامة وضع الرقابة المالية والداخلية بالشركة وتحديد خطوط الصلاحية والسلطة داخل الشركة ومراجعة فعالية الإدارات الرقابية داخل الشركة والتنسيق المباشر مع المراجعين الداخليين والخارجين للتأكد من سلامة العمليات بالشركة.

استشارات

* نسمع كثيراً عن أن التنقل الكثير بين الشركات ليس في العادة من مصلحة الشخص ولكن هل هناك وقت زمني يعتبر مناسباً لكي يحدث الانتقال؟

(عبدالله السلمي - الرياض)

- حقيقة ليس هناك زمن متفق عليه ولكن بالتأكيد أن مسألة التنقل الكثير للشخص وخصوصاً عندما يصل إلى الإدارة المتوسطة هي ظاهرة غير مرغوبة ينظر إليها مسؤولو الشركات بكل دقة لأنها مسألة تبين معدن المرشح الأصلي وهل هو شخص مستقر نوعياً أم لا. أما بالنسبة للفترة الزمنية التي أراها مناسبة من وجهة نظري لكي تعتبر الخبرة ذات فائدة فهي بالتأكيد سنتان في الوظيفة على أقل تقدير وليس معنى ذلك أن المرشح يجب أن يبقى في وظيفته مدة سنتين لكي لا يعتبر غير مستقر وظيفياً. المراد هنا أنه إذا أخذنا فترة السنوات العشر الماضية على سبيل المثال فأتمنى ألا أرى أكثر من ثلاث شركات عمل فيها المرشح حتى وإن كانت فترة إحداهن لا تتجاوز السنتين فسوف أعتبر ذلك مثالاً مقبولاً جداً للاستقرار الوظيفي.

* أنا أواجه مشكلة كبيرة وهي أنني لا أحبذ الوظائف الإشرافية أو القيادية ولكني في الوقت نفسه شخص طموح وأتمنى التطور وظيفياً ومالياً، فهل هناك وسيلة لتحقيق التطور دون أن اضطر إلى ممارسة أعمال إشرافية أو قيادية؟

(س. ز. - الدمام)

- أنا أشكرك على هذا السؤال المهم لأن الاعتقاد السائد الخاطئ لدينا أن قيمة الموظف في منصبه الإشرافي أو الإداري وهذا غير صحيح فهناك وظائف فنية مهمة جداً في مثل أهمية المناصب التنفيذية الكبيرة بالشركات ولكنها لا تتطلب الإشراف على الموظفين وهي مناسبة جداً لمن في وضعك والأمثلة على ذلك كثيرة جداً مثل وظائف المحللين الماليين والمستشارين القانونيين والاستشاريين الإداريين والفنيين فكل تلك الوظائف وغيرها الكثير وظائف عالية الأجر ولكنها لا تتطلب الإشراف المباشر على موظفين وبهذا يمكن لك أن تتطور وظيفياً في المسار الفني technical path ولا تضطر لإجبار نفسك على شيء لا تحسنه وهو المسار القيادي managerial path ( ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه).

وقفات

* الطموح جميل ولكن معرفة الشخص بإمكاناته وقدراته يجب أن تساعده على اختيار المسار المناسب له فليس كل شخص مطلوب منه أن يصبح قيادياً فالوظائف الفنية هي بمثل أهمية الوظائف القيادية إن لم تفوقها أحياناً.

* الشركات من خلال إدارات الموارد البشرية مطالبة أيضاً بإيجاد فرص في المسار الفني لهؤلاء المميزين الذين لا يفضلون أو يحسنون المسار القيادي لكي يحققوا طموحهم بالتطور الوظيفي والمالي وإلا خسروهم.

* أتذكر أيام الدراسة الجامعية بأمريكا وعند زيارة إحدى شركات التقنية الأمريكية المرموقة كيف أن الرئيس التنفيذي له حقوق متساوية مع أي موظف حتى أنه ليس له موقف سيارة خاص به ورأيت كيف أن المواقف المميزة تعطى لمن يأتي أولاً حتى وإن كان الشخص عامل النظافة بالشركة وبهذا عرفت فعلاً كيف تصل القيادة بالقدوة لأوجهها لأننا كتنفيذيين لا يمكن أن نرتقي ما لم نقرن الأقوال بالأفعال.



ترسل الأسئلة إلى alammash@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد