Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/05/2009 G Issue 13365
السبت 07 جمادى الأول 1430   العدد  13365
تداعيات إنفلونزا الخنازير سحابة عابرة على سماء الأسواق
ثقة المستهلك تنعش المستثمر.. والبنوك الأمريكية في موسم اختبارات

 

تحليل وليد العبدالهادي

(أسواق المال تمرض ولا تموت)، قول مأثور يتذكره المستثمر الحصيف عندما تصحح الأسواق من سلوكها، وهي بطبيعة الحال ليست بشراً تهدد بالمرض وقد تموت، فإذا كانت الأمراض قد فتكت بالبعض كما هو حاصل بسبب إنفلونزا الخنازير فليس من الضروري أن يكون هذا هو حتف الأسواق حتى لو مست بعض القطاعات كالقطاع السياحي وسوق السفر، مثل هذه القصص يشهد التاريخ بأنها عابرة وثانوية لكن هذه المرة لم تكلف المتعاملين سوى أسبوع واحد حقق فيه المستهلكون والمستثمرون قيمة مضافة عبر أرقامهم الجديدة.

الدولار الأمريكي

معظم البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع جاءت من أمريكا حيث أعلن عن أرقام مبيعات المنازل القائمة لشهر مارس والتي تراجعت بنسبة 3%، أما القراءة السابقة فكانت مرتفعة بنسبة 5.1% بينما كان التراجع محدوداً للشهر نفسه بنسبة 0.6% للمنازل الجديدة مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت إيجابية جداً وبارتفاع نسبته 4.7% في حين ارتفع حجم الإنفاق الشخصي 2.2% للربع الأول، أما طلبات السلع المعمرة والتي تعتبر مؤشراً تابعاً ومتأخراً نظراً لطول حياة المنتج فيها أظهرت تراجعاً طفيفاً في شهر مارس وبنسة 0.8% مقارنة بالنتيجة السابقة والمرتفعة بنسبة 3.4%، وبخصوص البيانات الطازجة والأكثر صحية بزغ نجم مؤشر ثقة المستهلكين لشهر أبريل بعد تحقيقه مستوى 39.2 مقارنة بالمستوى السابق الذي حققه عند 26 مما أوحى للمستثمرين بأن الأرقام القديمة كانت تجسد قاع الثقة للمستهلك.

أما بالنسبة لأخبار كبرى الشركات الأمريكية فقد أعلنت (أبل) وبشكل مفاجئ عن أرباح للربع الأول تقدر بحوالي 1.2 مليار دولار ناتجة من مبيعات قوية لمنتجات غير تقليدية مثل (آي فون وآي بود)، ويأتي ذلك ضمن مسلسل الأخبار الجميلة والتي بدأت بقيادة القطاع المالي التي أعلنت من (سيتي جروب وجي بي مورجن تشيس). وفيما يتعلق بالشركة المنكوبة (جنرال موتورز) فقد ألمحت بتقليص ديونها إلى النصف إذا اقتنع دائنوها بالتنازل عن 27 مليار دولار مقابل الحصول على أسهم كما تتمنى أن تتخلى الحكومة الأمريكية عن نصف ديونها الحالية مقابل 50% من أسهمها. وكل هذه المشاهد ما هي إلا جزء من عملية إعادة هيكلة كبرى ويخضع القطاع المالي لاختبارات جس النبض لمدى تجاوب مؤسساته مع جرعات العلاج التي قدمتها الحكومة حيث تم اختيار 19 مؤسسة مالية، وسيتم الإعلان عن نتائج الامتحان في الخامس من مايو تماماً كالزيارة المرضية التي يتلقاها المريض من الطبيب بعد التشخيص الأولي. والدولار في ظل هذه الأنباء المشرقة في معظمها سيكون الخاسر الوحيد أو أقل المستفيدين، والسبب هو أنه كان يلعب دور الوسيلة التي يتم بها علاج الاقتصاد والأدوات دائماً ما تقل قيمتها عندما تستهلك كثيراً.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

يتأهب الزوج لاختراق منطقة 1.33 بعد كشف صفقات شرائية ملفتة تمخض عنها زخم استباقي بدا واضحاً في مؤشر القوة النسبية، مما يعطي دلالات على خروج وشيك من القناة الهابطة الفرعية الموضحة في الخارطة السعرية استعداداً لقناة صاعدة تستهدف مستويات 1.44 خلال الأسابيع القليلة القادمة على حساب العملة الأمريكية.

الجنيه الاسترليني

مقابل الدولار الأمريكي

تتويج العملة الملكية برالي المشترين لم يحدث بعد والانحراف الإيجابي الذي يعكس الصفقات الشرائية الخفية يبشر باختراق منطقة 1.52 والزمن هو ما يراهن عليه تجار هذا الزوج حيث تشكل القناة الأفقية النوايا المبيتة للمشترين بالغدر القادم ولكن ليس قبل أن يتم ذلك بتكاليف زهيدة، والحركة الصاعدة السريعة إن حدثت فجأة فستكون مستويات 1.73 مكاناً ملائماً لاستئناف المفاوضات بين المشترين والبائعين.

الدولار الأمريكي

مقابل الين الياباني

يستغل هذا الزوج الأحداث العابرة لصالحه أمثل استغلال وقصة الإنفلونزا لم تمر مرور الكرام كما هو واضح في الخارطة السعرية، حيث يصارع الزوج للوصول لنقطة الالتقاء بين خطي الاتجاهين الصاعد والهابط 101.5 وبعد كسر خط الاتجاه الصاعد يعود للمحاولة مجدداً ولكن بفشل ذريع، وسبب هذا الفشل هو الطلب غير الحقيقي المتمثل بالزخم الضعيف وعليه يمكن أن يراهن التجار على مستوى 87 من جديد خلال الأيام القادمة.

اليورو

أرقام مديري المشتريات في أوروبا وخصوصاً ألمانيا تشهد اهتماماً كبيراً بين الاحصائيين العاكفين على إعدادها وبين المستثمرين المتلهفين لها، والسبب في ذلك توقيت ظهورها وتألق مستوياتها، وفي البلد الأكبر اقتصادياً في منطقة اليورو أعلن عن نتيجة مؤشر مديري المشتريات الصناعي لشهر أبريل والتي بلغت مستوى 35 مقارنة بالقراءة السابقة عند 32.4 وكلما اقترب من مستوى 50 كلما تسارعت الدورة الصناعية، أما الجانب الخدمي من هذا المؤشر للشهر نفسه فقد بلغ مستوى 43.5 والقراءة السابقة كانت عند مستويات 42.3 وهذا الجانب يعتبر مدهشاً أيضاً.

أما مؤشر أسعار المستهلكين في ألمانيا لشهر أبريل فقد أظهر نقطة تعادل بين السلبية والإيجابية عند 0.0%، أما القراءة السابقة فكانت مرتفعة 0.1% فهي لم تساعد كثيراً في إعطاء تصور أكثر ترجيحاً لكن وجد المستثمرون في مؤشر GFK لثقة المستهلك لشهر مايو المقبل منفذاً للترجيح حيث ظهر مرتفعاً عند 2.5 مقارنة بالسابق القريب من مستوى 2.4.

مديرو مشتريات أوروبا الصناعية لشهر إبريل قالوا كلمتهم أيضاً بتحقيق مستوى 36.7 مقارنة بالسابق عند 33.9، أما الخدمي فقد بلغ مستويات 43.1 متجاوزاً حدوده السابقة عند 40.9، وخلاصة هذه الأرقام تدل على أن عملة هذه القارة نالت ثقة منتجيها ومستهلكيها، وهذا بلا شك سيعزز ثقة مستثمريها في الاحتفاظ باليورو على الأقل أمام عملات العائد المنخفض.

الجنيه الإسترليني

أعلن عن ناتجه المحلي الإجمالي للربع الأول والذي تقلص -1.9% متخطياً نسبته السابقة عند -1.6% ولم يكترث تجار العملة الملكية لها، والسبب أن هذا المؤشر هو من المؤشرات التابعة التي تأتي بعد فوات الأوان. لكن من جهة أخرى تفاعل رواد هذه العملة إيجاباً مع أرقام مبيعات التجزئة لشهر مارس والتي ارتفعت بنسبة 0.3% أفضل من القراءة السابقة المتراجعة بنسبة -1.9%، والأسبوع الماضي رغم سخونته في أمريكا وأوروبا إلا أن الأجواء لم تكن على المستوى نفسه في بريطانيا والسبب يعود لندرة البيانات الاقتصادية المهمة هناك.

waleed.alabdulhadi@gmail. com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد