Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/05/2009 G Issue 13372
السبت 14 جمادى الأول 1430   العدد  13372
لا خيار لدى العرب سوى المبادرة العربية

 

ليس جديداً أن يرافق وصول أية إدارة أمريكية جديدة، وحتى بعد تغيير حكومة إسرائيلية، الحديث عن رؤية جديدة لتحقيق السلام بين العرب والفلسطينيين.

من أيام روزفلت وبن جوريون وصولاً إلى جورج بوش الابن وأولمرت والأفكار تقدم والمقترحات تتوالى وكل اقتراح يقلص ما قدم قبله، فالمقدم الأول الذي قدم في عام 1948م والذي يقسم فلسطين بين الفلسطينيين واليهود بنسبة 52 و48 حسب الترتيب إذ كانت صحراء النقب ضمن نصيب الفلسطينيين بالإضافة إلى كامل قطاع غزة وكل الضفة الغربية وترك الساحل وشمال فلسطين لليهود إضافة إلى تل أبيب والقدس الغربية. هذا الاقتراح تقلص إلى خيار الدولتين الذي يترك قطاع غزة للفلسطينيين مع اقتطاع ما اقتطع وضمه إلى صحراء النقب وقرابة أقل من نصف الضفة الغربية وشكوك حول القدس، ونثر بؤر للمستوطنات في الخليل وحول نابلس ورام الله وبيت لحم.

دولة فلسطينية مزروعة بالمستوطنات متقطعة الأطراف.. إلى جانب دولة إسرائيلية قوية لها تفرعات وتواجد داخل دولة فلسطين.. هي الأقوى ليس من جارتها الفلسطينية بل ومن كل الدول العربية.. مقابل دويلة لا تستطيع حتى بناء قوة أمنية للحفاظ على الأمن الداخل.. دويلة تكون عالة على جيرانها بما فيها إسرائيل لضمان استمرارها اقتصاديا وأمنياً وسياسياً. هكذا كانت خطة الطريق التي كانت آخر العروض الأمريكية للسلام..!!

حتى هذا العرض الهزيل كان الإسرائيليون يبتزون محمود عباس ومفاوضيه لتقليص ما تتضمنه خطة الطريق الأمريكية التي أراد جورج بوش الابن أن يغطي بها سوأته الأخرى في المنطقة.

ومقابل كل هذه الأفعال الأمريكية والإسرائيلية قدمت الدول العربية خطة سلام متكاملة ومفصلة تستند على خيار العرب الإستراتيجي لتحقيق السلام المبني على معادلة الأرض مقابل السلام. فقد اعتمدت الدول العربية المبادرة العربية للسلام في القمة العربية في بيروت والتي كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أطلقها في عام 2002م ليعتمدها العرب جميعاً في قمة بيروت ويعيدوا التأكيد عليها في كل القمم العربية التي تبعت تلك القمة. وهذه المبادرة وحسب تقييم وشهادات العديد من المفكرين السياسيين والزعماء والمحللين بما فيهم الأمريكيون والإسرائيليون والأوروبيون والروس وغيرهم، بأنها أفضل ما قدم من مبادرات وحلول لحل القضايا في المنطقة وتقدم حلاً عادلاً ومشرفاً للقضية الفلسطينية التي توفر الأمن والسلام لدولة اليهود.. وتعيد الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

هذه المبادرة الخيار الأخير والذي تمسك به ولا بديل غيرها كما يتداول الآن بين الأوساط الأمريكية والإسرائيلية التي تريد تكرير محاولاتها المعتادة بتسويف حل القضية الفلسطينية من خلال إعادة طرح الاقتراحات والحلول التي تقلص عاماً بعد آخر ما يقدم للفلسطينيين على حساب حقوقهم المشروعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد