Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/06/2009 G Issue 13407
السبت 20 جمادىالآخرة 1430   العدد  13407
الأحساء.. علامة خاصة ومميزة
عبدالمحسن بن محمد العثمان

 

إذا كان متفقاً على أن العمران هو المرآة المعبرة عن أصالة المدن وتاريخها وهويتها الحضارية وخصوصيتها الاجتماعية, فإن التراث العمراني والعمارة التقليدية على وجه الخصوص, أصبحت من أهم الشواهد الحضارية وعناصر الجذب السياحي في كثير من دول العالم التي أولتها اهتماماً خاصاً على كافة المستويات, والأمانات والبلديات في المملكة العربية السعودية ومن واقع مسئوليتها واختصاصاتها تمارس سلطات واسعة في مجالات تخطيط المدن وإعادة تنظيمها وضبط التنمية العمرانية بها بخلاف منح تصاريح البناء والهدم والإزالة والترميم, وهذه الأنشطة تلامس وبشكل مباشر التراث العمراني الموجود في مدن المملكة بشكل عام وفى الأحساء بشكل خاص لما تفرضه حقائق البعد التاريخي، وهذه الحقائق جعلت الأمانات والبلديات في المملكة تواجه تحديات كبيرة أوجدتها إشكالية المواءمة بين النمو المتسارع للمدينة في ظل هيمنة الأنماط المستوردة وأشكال العمارة الحديثة وبين الحفاظ على التراث العمراني الشاخص في الأحياء القديمة والمباني التراثية ذات البعد التاريخي المهم بتلك المدن, من جهة أخرى فإن السياسات والخطط والبرامج الموضوعة للحفاظ على التراث العمراني جميعها تمر عبر الأمانات والبلديات, التي يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في إنجاحها أو تعطيلها ولذلك فإن أي توجه لتفعيل عملية الحفاظ على التراث العمراني يجب أن يبدأ من الأمانات والبلديات التي يتوجب أن تكون في أقصى درجات الوعي التاريخي والحس الحضاري أثناء اتخاذ القرارات المتعلقة بعمران المدينة, والحقيقة أن ما اتخذته بلدية الأحساء حيال إحياء مشروع إعادة بناء وترميم سوق القيصرية التاريخي لهو دليل وعي تاريخي تضافرت فيه الجهود الفنية والعلمية ليخرج سوق القيصرية التاريخي بشكله القديم ليكون شاهداً على عمق وقوة إنسان هذه المنطقة, وما قامت به بلدية الأحساء بقيادة المهندس فهد الجبير من دراسات وبحوث وجدها البعض طالت وامتدت, باتت ثماره ظاهرة للعيان الآن بعد أن شارفت أعمال الترميم على الانتهاء, لتعود للأحساء علامتها الخاصة والمميزة على مستوى مدن المملكة وعلى مستوى دول الجوار, ولا يفوتنا ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - من دعم كبير لإقامة وتحديث البنية التحتية لكل مدن المملكة, وهو ما انعكس جلياً على أداء الأمانات والبلديات, وقد أنعم الله على المنطقة بنصيب من ذلك الدعم, ساندته في ذلك ميزانية هي الأكبر في تاريخ المملكة, ليظهر في جملة من المشروعات الخدمية الكبرى ومشروعات المدن الاقتصادية العالمية, التي ستصنع بدورها حاضراً جديداً لمستقبل اقتصاديات المملكة.

الرئيس التنفيذي لمجموعة العثمان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد