Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/06/2009 G Issue 13407
السبت 20 جمادىالآخرة 1430   العدد  13407
حديث المحبة
للشيخ عائض القرني.. حافظ يقرئك السلام
إبراهيم بن سعد الماجد

 

أثار اتفاق الداعية المعروف مع المطرب المعروف لغطاً كبيراً ما كان له أن يكون لولا هذه الشهرة التي أثقلت كاهل (أو هكذا أظن) الشيخ عائض القرني، وأيضاً لحاجة في نفس يعقوب لدى بعض الكتّاب الذين تناولوا هذا الاتفاق الذي اعتبروه قنبلة القرني السنوية.

كتب البعض من زاوية شرعية لهذا الاتفاق وكتب آخرون من زاوية اجتماعية، وقال آخرون إنه من أجل فرقعة إعلامية ليس إلاّ، وقالوا وقالوا ..

واليوم أكتب بعد هدوء نسبي، ليس موجهاً ولا ناقداً لمثل الشيخ القرني فهو الأدرى مني بالشريعة وما يجوز وما لا يجوز، وليس لدي أي تحفظ على هذا النوع من التعاون، فالفنان مسلم والشاعر مسلم والمركب واحد والنتيجة التي ينشدونها من هذا العمل في اعتقادي واحدة.

لكني أكتب وكأني أسمع صوت شاعر النيل (حافظ إبراهيم) ينادي على الشيخ القرني عاتباً وهو من هو (أعني القرني) في علمه وإدراكه الأمور، كأني أسمع حافظاً ينادي عائض يقول له يا أبا عبد الله أأنت الذي تقول مثل هذا النشيد؟ أأنت؟ وأنت من لديه المقدرة على أن يقول مثله بلغة القرآن؟ أأنت من يساهم في نشر العامية وعلى أعلى المستويات وفي تمجيد رب السموات..؟ كيف لي أن أصدق لو لا ما سمعته منك وما أقررت به في أكثر من محفل...!!

وأنا أقول للشيخ القرني لو كان من كتب هذه الكلمات شاعر نبطي لكانت منه جميلة وحسنة تضاف إلى حسناته لكونه لا يجيد إلا هذا النوع، ولكن أن تأتي من رجل لديه المقدرة أن يكتب مثل هذا النص ولكن بلغة عربية فصيحة فلا وألف لا. للشيخ القرني آراء غاضبة تجاه الشعر النبطي منذ القديم، واليوم هو من يأتي ليرسخ هذا والذي كان لا يريده..!!

إن لغتنا العربية بشكل عام في صراع مع اللغات الأخرى، ولو لا وجود القرآن الكريم الذي تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه لخشينا على هذه اللغة من الاندثار، وما ذلك إلا لهذا الولع الشديد من أهلها باللغات الأخرى، فلله الحمد وله الفضل والمنة أن كفانا هذا الهم، ولكن تبقى اللهجات العامية هي الشيء الذي يعصف بهذه اللغة ويشتت الأمة العربية باختلاف ألسنتهم بتلك اللهجات، التي تجعل من العربي غريباً في وطنه، وشواهد ذلك أكثر من أن تحصى.

لذا فإن من يساهم في نشر اللهجات العامية يعد آثماً في حق هذه اللغة، وهذه الأمة، لما لها من أثر سلبي على وحدة الأمة وتواصلها.

وختام القول الذي أرجو أن يلقى من نصير الشريعة واللغة (كذلك نحسبه والله حسيبه) الشيخ عائض القرني أن يحول هذا النشيد من النبطي إلى الفصيح حفظاً لكرامة اللغة ولمشاعر أهلها.

رحم الله حافظ إبراهيم الذي ما كان شيء يغضبه أشد من النّيل من لغة القرآن.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد