Al Jazirah NewsPaper Friday  03/07/2009 G Issue 13427
الجمعة 10 رجب 1430   العدد  13427
الفراغ وكيف نقتله بالقراءة الهادفة
مصطفى محمد كتوعة

 

في حياة كل منا أوقات فراغ عديدة.. تطول أو تقصر وفقاً لظروفه وعمله وسنه.. ولكن الحكيم منا من استطاع قضاء وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع والمصلحة.

ومن خير السبل لقضاء وقت الفراغ لدى الإنسان.. القراءة والثقافة باعتبارهما نافذة على العالم.. وتعطيان الذهن الكثير من الأفكار والمعلومات.

وتطوّر الأمم والبلدان مرتبط الفكر باعتباره الغذاء العقلي للشعوب ومفتاح الحضارة الشاملة.. وفي كل مناطق ومدن المملكة العديد من المكتبات المكتظة بأعداد ضخمة من الكتب والمراجع والمجلدات والدوريات والمجلات والصحف.. ويجدر بكل إنسان معاصر أن يخصص جزءا من وقت فراغه للاطلاع والقراءة لأنها تنمي المعلومات المتوافرة لديه وتغذي فكره وتجعله إنساناً معايشاً لتطور البشرية بعلومها وفنونها المختلفة.

ومملكتنا الناهضة تشجع الفكر والثقافة والأدباء.. وليس أدل على ذلك من تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز المفدى بتكريم ثلاثة من القمم الأدبية المتميزة في ربوع المملكة ممن أعطوا بسخاء لوطنهم ومواطنيهم من أبواب الثقافة والفكر والأدب الناضج.

أحد الحكماء قال (تستطيع أن تحكم على الإنسان.. أي إنسان عندما يتكلم)؛ ذلك لأنه عندما يتحدث يعكس فكره وثقافته ومعلوماته ودرجة تعليمه. وكم من المثقفين الذين تركوا بصمات رائعة في مسار الفكر الإنساني المتميز هم في الأصل غير متعلمين تعليماً عالياً؛ فهم لم يتخرجوا من الجامعة بل إن كثيراً منهم لم يحصلوا على الثانوية أو مؤهل متوسط.

وليس أبلغ مثال على ذلك من أن الأستاذ عباس محمود العقاد الأديب والمفكر العملاق.. لم يحصل من الشهادات الأعلى شهادة الابتدائية.

ولكن ذلك لم يمنعه من التبحر في مناهل العلم والثقافة يأخذ منها.. ويعطيها على هيئة مؤلفات عظيمة مازالت حتى اليوم رغم وفاته شهادة على فكر وثقافة وأدب هذا الرجل العملاق.

ويجدر بشبابنا أن ينهلوا من مناهل الثقافة والأدب بالتعود على القراءة والاطلاع ومحاولة توسيع دائرة الاطلاع، فلا يقصروا أنفسهم على الأدب والفكر وحده، ولكن يقرؤون أيضاً المهم والمتميز من الآداب العربية والأجنبية لمن يجيد فهم اللغات الأجنبية، وحبذا لو خصصوا يومياً سويعات قليلة لهذه القراءة الناضجة في العلوم والأدب والقصص والتاريخ الإنساني وطبائع الشعوب وعلم النفس والاجتماع والعلوم السياسية والاقتصادية وغيرها؛ حتى يبنوا مستقبلهم بالعلم والثقافة الشاملة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد