Al Jazirah NewsPaper Friday  03/07/2009 G Issue 13427
الجمعة 10 رجب 1430   العدد  13427
وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون
عبدالله بن صالح بن عبدالله الجاسر

 

قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} في مساء يوم الثلاثاء 16- 6-1430هـ انتقل إلى رحمة الله تعالى إن شاء الله والدي، إنه العم الشيخ محمد بن عبدالله بن حمد الجاسر المدير الإداري لمحاكم القصيم سابقاً، إنه عضيد الأرامل وأب الأيتام والمعوزين، لقد كانت حياته يرحمه الله مليئة بالقيم السامية، كان محباً للخير، افتتح أول حلقة لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد العتساب ببريدة سنة 1394هـ.. وكان لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -النائب الثاني- وفقه الله اليد الطولى في افتتاح تلك الحلقة، حيث كان يصرف رواتب الطلاب والمعلمين فيها، فجزاه الله خيراً وجعل ذلك في موازين حسناته وأسعده في الدارين.. ورحم الله والدي الشيخ محمد الجاسر، ففي سنة 1395هـ افتتح أول مستودع خيري واستأجر لذلك المستودع محلين وضع فيهما الأرزاق والأطعمة العينية، وبدأ التوزيع على المحتاجين، فكان يقصده الكثير من الأسر المحتاجة. وكان رحمه الله كريماً ومثالاً لنبل الأخلاق والتواضع، وكان يسعى للتوسط للضعيف، صادقاً في حديثه، وقد خصص يومين في الأسبوع هما الاثنين والخميس لتوزيع الأرزاق على الأسر الفقيرة فجراً كي لا يراه أحد. وله في بداية كل عام دراسي موعد مع طلاب وطالبات الأسر الفقيرة، حيث يقوم بتوزيع الأدوات المدرسية والحقائب والمراييل عليهم، كما كان يوزع كسوة الشتاء في كل عام على المحتاجين والفقراء. وفي عيد الأضحى كان يوزع الأضاحي حية على الأسر التي لا تستطيع ذبح الأضاحي بسبب فقرها. ففي سنة من السنوات وزع أربعين أضحية حيّة.

يقصده كثير من الناس لأخذ رأيه ومشورته فهو لا يبخل على أحد، وكان يحث أبناءه على الصدقة والبر فإذا جلست معه لا تسمع إلا الحديث عن الفقراء والأيتام والأرامل عاملاً بالحديث الشريف (أحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً). لقد كان والدي محمد بن عبدالله الجاسر يرحمه الله متواضعاً محبوباً من الجميع القريب والبعيد، تحبه من أول جلسة تجلسها معه لصراحته وطهارة قلبه فهو حنون على الأطفال والأيتام رقيق سريع التأثر دمعته قريبة، محب لوطنه ومليكه. وفي يوم وفاته تسارع الناس للصلاة عليه وغصت بهم جنبات المسجد رغم انقطاع الكهرباء في ذلك اليوم الأربعاء الموافق 17-6-1430هـ عصراً وتسارعوا إلى تشييعه والدعاء له.

اللهم جازه بالحسنات إحساناً وعن السيئات عفواً وغفراناً، اللهم اجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء، اللهم آنس وحشته في قبره واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم أسقه من حوض نبيك شربة لا يظمأ بعدها أبداً.

عزائي لزوجته أم خالد وأبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته وأبناء أخيه. قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- بريدة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد