في ظننا أن مجرد إدخال التقنية وأجهزة الحاسب سنقضي على كل أشكال البيروقراطية والروتين المعشش في كثير من الأجهزة الحكومية الخدمية تحديداً والتي من صميم واجباتها ومسؤولياتها خدمة المواطن.. هذا ظن وحسن نية ونظرة صادقة وطوية سليمة..
* كل مسؤول يأتي به القدر أو (واو) قوية داعمة إلى الجلوس على كرسي الوجاهة تجده وقد حرص على التلميع بلغة آسرة.. مفردة تجعل لنا أجنحة نطير بها فرحاً.. ألا وهي.. همي هو خدمة الناس والتيسير عليهم.. والاقتصاص من متطلبات روتينية عقيمة أكل الزمن وشرب عليها، بل (ونقش أسنانه).. كلمات طنانة رنانة نهلل ونكبر ونمتدح.. ونثني على قوله ظناً منا بأنه سيأتي لنا برأس غليص.. أيام.. أسابيع.. أشهر.. تنقلب الأقاويل والوعود والكلام إلى فعل يقضي على كل ابتسامة.. رسمناها على شفاهنا حين جلوسه على كرسيه.. خيبة أمل.. انكسار.. كلام ووعد ذهبت أدراج الرياح.. لكأنه جعل منا أضحوكة.
* التطور صفة العصر.. والحاسب الآلي من وسائل هذا التسارع في الأداء والدقة في العمل.. قد قلب مفاهيم الإدارة وأخذ منحى جديداً في سرعة الإنجاز وانضباطيته في كثير من القطاعات التي جعلت منه وسيلة للارتقاء بالعمل وجودة في الدقة.. وقيسوا على هذا البنوك والشركات والاتصالات بينما الأجهزة الحكومية وللأسف لا زالت تعيش على بياض المعروض وصورة بطاقة الأحوال والشرح من المدير والتوجيه من المسؤول في مسارات تبدأ ولا تنتهي.. وموظف يحيك إلى آخر وهذا الآخر متغيب أو مجاز وهكذا تبدأ الحركة ولكنها لن تتوقف عند إنجاز بل يكون توقفها عند عراقيل البيروقراطية والأهواء والرغبات وحب التشفي والمماطلة.
* قيسوا على هذا إدارات الجوازات وهي من أوائل الإدارات في إدخال خدمات الحاسب الآلي ولكنها لا زالت تطالب الوافد بصورة الجواز القديم لإثبات مشروعية القدوم.. لا زالت تطالب من المواطن بصورة من السجل المدني بينما بكبسة زر على الجهاز لتحصل على المعلومات والتي تحتاج لإصدار جواز سفر للأسرة.. وأجهزة حكومية أخرى لا تزال تحن إلى الماضي بالقيد والصادر والوارد والختم.
* المضحك المبكي أن أحد الأجهزة الحكومية العدلية والتي أدخل في أعمالها الميكنة الآلية تعطيك الاحالة إلى أحد المسؤولين وهو مجاز وحين تراجع الرئيس يقول لك انتظر حتى يعود من إجازته!! طيب وما دورك أنت المسؤول بل رئيس هذا الجهاز فيأتي لك بإجابة تغيظك.. والله المسؤولية على جهاز الكمبيوتر!! ولست المسؤول عن هذا الخطأ.. إذن من هو المسؤول؟
* قبل أن نوفر في الإجهزة وإدخال التقنية.. يجب أن نغير العقول التي لا تقبل أن تتطور واحتفظت بالنظرة الضيقة.. أما أن بقت مثل هذه العقول لن نتقدم قيد أنملة.. حتى ولو جئنا بكل تقنيات العالم.
* نريد تطويراً يسرع في الإنجاز لا تأخيراً في الخدمات.
