كثيرة هي وسائل الإعلام المختلفة المقروءة منها والمسموعة.. وكذلك المشاهد التي تحدثت عن فئة الشباب المراهق.. وأنهم إما أن يكونوا نعمة على أهاليهم ومجتمعاتهم أو نقمة عليهم.. وهنا لا أحتاج إلى سرد النعم التي سيقدمها هؤلاء الشباب المراهق لمجتمعاتهم.. أو حتى النقم في حالة عدم صلاحهم لا قدَّر الله.
|
(البيت - المدرسة - المجتمع) هذه هي أهم الأضلاع الثلاثة في إصلاح حياة المراهق ليتكون المثلث الشامخ الذي يمثله (المراهق) فأي خلل في تلك الأضلاع سيسقط المثلث وينهار على من حاولوا إنشاء المثلث منذ صغره ابتداء من البيت ومروراً بالمدرسة وانتهاء بالمجتمع.. خصوصاً المجتمع الذي سيكون أكبر المتضررين من سقوطه.. بل لا أبالغ إذا قلت إن المجتمع سيناله الأثر الأكبر من سقوطه لأن المجتمع يحمل في قلبه الكثير من البيوت الآمنة والمدارس التعليمية.. سيكون المراهق ضحية لغفلة وقلة مراقبة أهل بيته له ومحاسبتهم له في كل صغيرة وكبيرة.. كذلك هو ضحية إهمال مدرسته التي وللأسف لم تتحمل هي وبعض كادرها التدريسي شرف المهنة وأمانتها.. همَّهم الوحيد فقط هو الكسب المادي وراتب آخر الشهر..!! ضاربين بمسؤولية تربية الأجيال عرض الحائط.. فإما إهمال في التربية أو سوء طريقة التربية التي هي أقرب لاستعراض عضلات بعض المدرسين والمدرسات وهم (قلة قليلة والحمد لله) على الأطفال التلاميذ أو حتى المراهقين بضربهن ضرباً مبرحاً.. أو شتمهم بكلام جارح مما يؤثر سلباً على مستقبلهم النفسي والاجتماعي ويكون له ردة فعل سلبية..!
|
بكل أسف غفلة في التربية والمراقبة من قِبل الأهل يساندها في ذلك إهمال من المدرسة يقود ذلك المسكين إلى الأحضان السوداء والأيادي المليئة بالدماء تأخذه إلى حيث لا يريد فيتم توظيفه لأعمال مخالفة وخائنة لشرع الله سبحانه وللقانون كتهريب المخدرات والأعمال الإرهابية (الجبانة) نتيجة لفراغ عقلي وعاطفي يعيشه ذلك المراهق.. والسبب في ذلك انعدام التوعية التوجيه والمراقبة له ولأمثاله من قبل عائلته ومدرسته منذ صغره وحتى بلوغه تلك السن الحساسة من حياته.. وبالتالي يتحمَّل الوطن الذي نشأ وترعرع فيه كامل إساءته وسلبياته من أفعال وأقوال بعدما كان وطننا ينتظر منه ومن غيره مقابلة المعروف بالمعروف ولكن..!!
|
إخواني وأخواتي الأعزاء.. التربية فن.. (بالكلمة).. (بالمعاملة).. (والابتسامة).. فلا نجعل أبناءنا وبناتنا بجهلنا هم نفس الأداة التي يحاربنا بها الحاقدون على وطننا بسبب أخطائنا وغفلتنا التي سنضرب يداً بيد حسرة وندماً على أيام مضت إن لم نحسن فيها تربيتهم وحينها لن ينفع الندم..!! فبدلاً من أن يكونوا عوناً لنا في هذه الحياة يكونون عالة علينا.. وفوق هذا كله والأهم من ذلك يُشكِّلون خطراً على وطن كان ينتظر ممن خطوا بأقدامهم الصغيرة يوماً على أرضه وأخذوا العلم من مدارسه أن ينهضوا به ويصلوا به إلى القمم من اختراعات وصناعات وتجارات في مختلف المجالات.. وإذا به يُفاجأ أن اختراعات بعض من خانوه وهم شرذمة قليلة ولله الحمد كانت اختراعات لتدمير منشآته وخيراته وترويع الآمنين على أرضه الآمنة الطاهرة.. يحاربون أرضاً نشؤوا فيها.. يحاربون أرضاً جاعت لتطعمهم.. وسهرت ليناموا.. ومرضت ليتعافوا.. وتعبت لترى ابتسامتهم..؟؟ وكانت تنتظر رد الدين وجاء الرد ويا ليته لم يأت لأنه كان رداً قاسياً ومريراً عليها وهي في قمة الذهول والدهشة لأنها ربتهم وعلمتهم على أن يكون (الجزاء من جنس العمل).. لكن الجزاء لن يأتي من عقول وقلوب متحجرة ومفلسة يا وطني..؟؟
|
ختاماً.. اللهم يا سميع يا مجيب الدعاء احفظ لنا ملكنا ملك الإنسانية (خادم الحرمين الشريفين) وولي عهده الأمين (سلطان الخير والسلام) والنائب الثاني (رجل الأمن والأمان) وحفظ وطننا (موطن العز والكرامة) وشعبنا (الكريم النبيل) من كل سوء ومكروه.
|
اللهم من أرادنا وأراد قادتنا ووطننا وشعبنا بسوء اللهم فاشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميراً له يا علي يا عظيم يا سميع يا عليم يا مجيب الدعاء.
|
|
وينشأ ناشئ الفتيان منا |
على ما كان عوّده أبوه |
إلى من زرعا في قلبي وقلوب إخوتي منذ صغرنا مخافة الله سبحانه وتعالى ثم المحبة والولاء لولاة الأمر قادة وطني الحبيب.. سيستمر هذا الولاء والمحبة إلى أن تغمض عيناي عن الدنيا راحلة بإذنه تعالى.. إلى والدتي رحمة الله عليها.. وإلى والدي أطال الله في عمره كل الإخلاص والمحبة والتقدير.
|
|
المستقبل المشرق والجميل ليس له وقت محدد.. إلا إذا تم بناؤه في الحاضر.. وبتخطيط جيد ودقيق في الماضي.
|
|