من ينظر إلى مشكلات بعض الأسر في مجتمعنا من وجود مَن يطلق عليه تسمية عانس يستدل على أن هناك تغيرات كبيرة طرأت على مؤسسة الزواج لدينا.

والمشكلة ليست في تأخُّر سن الزواج وليست في الزواج نفسه، المشكلة تكمن في تقبل المجتمع ما طرأ على هذه المؤسسات من تغيرات اجتماعية، فأول ما يجب أن نلفت النظر إليه هو أننا كأُسر يجب أن ننمي ملكة حسن الاختيار لدى أبنائنا ذكوراً كانوا أم إناثاً، وكلما نضج الإنسان أكثر كانت خياراته أكثر سلامة وأكثر دقة، وعلينا كمجتمع سعودي أن نتقبّل تأخر سن الزواج ونرفض فكرة أن من تأخرت في سن الزواج عانس؛ لأن هناك تأخر في الزواج بسبب الظروف المادية وعدم الاستعداد للزواج، وهناك من يتأخر عن الزواج وهو قادر على الزواج لكنه بحاجة إلى أن يتأنى أكثر حتى يجد شريك العمر، وحتى لو تأخر الشاب أو الفتاة في الزواج سنة أو سنتين أفضل من أن يستعجل وربما يندم على اختياره ودخوله إلى المؤسسة الزوجية.

ولأول مرة في التاريخ نجد الإنترنت توسع دائرة الاختيار في هذا الجانب؛ حيث هناك مواقع للإنترنت المتصفح لها يجد أن هناك مواقع تيسير الزواج من خلال تقديم نصائح للمتزوجين تساعدهم على حل مشاكل الزواج وتهيئ لهم طريق الزواج، وهذه أحد الجوانب الإيجابية للإنترنت.

وهناك مواقع للتعارف من خلال الإنترنت، وهذا الخيار المفتوح على كل العالم إذا كان غير مدروس بمساعدة أسرة الشاب قد يؤدي إلى الندم؛ لأن هذه الوسيلة لم تنضج بعد حتى تكون قادرة لاستيعاب الزواج عن طريق الإنترنت.

ويقول المتخصصون في علم الاجتماع إن معظم الشباب لا يمانعون مثل هذا الزواج بشرط أن يكون مدعوماً وميسراً بموافقة الأهل.

ويجب أن تكون الأسر هي أطر المرجعية الرئيسية للشباب بمعنى أن يكون الشاب أو الفتاة صريحَيْن مع والديهما في اختيار الشريك لأن اجتناب رأي الأسرة في هذه الأمور يوقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها.