Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/07/2009 G Issue 13431
الثلاثاء 14 رجب 1430   العدد  13431
ممر
إسلام (مالكوم جنسون)...!
ناصر صالح الصرامي

 

كنا وقتها في بداية المرحلة المتوسطة، حين وجدنا منشورا معلقا على لوحة إعلانات مسجدنا يبشر بخبر يعلن إسلام مايكل جاكسون، صورت وانتشرت في اليوم التالي داخل المدرسة والحارة، واصبحت حديثا يتكرر(فقد أسلم مايكل جاكسون)، لم نكن حينها نعرف من يكون هذا الجاكسون، بل إن معرفتنا المتواضعة جدا بالإنجليزية جعلتنا نكسر في اسمه عند النطق ليصبح (مالكوم جنسون).

حدث ذلك قبل نحو20 عاما. إلا أن تلك الضجة الكبرى جعلت فضولنا يتحرك بشكل مذهل وخفي للتعرف على هذا الجاكسون، وسر هذا الفرح الاستثنائي بإسلامه، لم نكن نعرف عنه إلا أنه مغني أسود، قبل أن يتحول لونه أو دينه.

وبعد عملية بحث قصيرة عثرنا على بعض أشرطته عبر زميل في مدرستنا - (متوسطة مجاهد بالرياض)، كان له أخ أكبر يدرس الطب وينقل لنا أخبار أسفاره التي نتابعها باهتمام، وكنا نحسده بشكل طفولي على الوصول إلى المطار، ساعدنا زميلنا على نسخ عدد من أشرطة الكاسيت، تلك كانت بداية سماعنا لاغني ملك البوب، كنا أشبه بتنظيم سري، لم نكن نعرف تحديدا ماذا كانت الكلمات التي يرددها، لكن موسيقاه كانت تطربنا بشكل مثير، وصوته كان عذبا ومختلف عن أصوات وقرقعة المطربين الشعبين الذين نسمعهم عبر الراديو أو نسرب أشرطتهم إلى المدرسة بسرية شديدة.

إشاعة إسلام مايكل جاكسون نفيت في وقت لاحق، لكن مايكل بقي معنا، وأصبحنا نتابع أخباره،عبر ما يتوافر من مجلات فنية، فلم تكن الإنترنت موجودة حينها، ولم يكن يتوافر لنا إلا قناتان، أصبح اسمها شعبيا (غصب 1 وغصب 2) كنوع من السخرية قبل انتشار البث الفضائي.

تكررت في سنوات لاحقة إشاعات إسلام مايكل جاكسون بعد زيارته وإقامته في البحرين مؤخرا، لكنها كانت إشاعة أقل ضجيجا من السابق.

اليوم شيع جثمانه وأرسل إلى منامه الأبدي بالطريقة التي اختارها، لكن المثير، أن فرضية إسلام مايكل جاكسون عادت إلى الظهور بشكل ملفت، وكتبت فيها مقالات وتحليلات وتعليقات،

وأصبح موضوع إسلامه من عدمه قصة مثيرة أيضا، على الرغم من بساطتها وقيمتها العادية، فهل يهمنا فعلا إسلامه؟ وماذا يمكن أن يضيف؟ إن كان أسلم فهذا شىء يرجع إلى خاتمته، وإن لم يفعل فهذا لا يعنينا في شيء.

مسلم أو غير مسلم لا يهم، الأهم أن نتذكر انه قدم أنغاما موسيقية حية ألهبت جماهير العالم في سلام، دون عنف، ودون أن يقدم على فعل إجرامي ضد الإنسانية وقيمها، لم يقتل، لم يفجر، لم يرهب الإنسان أو حتى الحيوان... فنه وصل إلى العالم، إلى قرية نائية في الصين وإلى شارع فقير في المكسيك، إلى جزر نائية وسيبقى ظاهرة استثنائية، لذا حزن العالم على موته رغم غرابة أطواره.

إلى لقاء

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد