Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/07/2009 G Issue 13436
الأحد 19 رجب 1430   العدد  13436
العفو من شيم الكرام

 

عندما يعفو ولي القتيل -ولا سيما إن كان والده- عن القاتل ابتغاء مرضاة الله فهذا أمر عظيم وأجره كبير عند الله عزو وجل الذي فتح باب العفو من أجل التخفيف على الناس والرحمة بهم، كما جاء في القرآن الكريم: (فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة).

أما المتاجرة بالدم وطلب مبالغ مالية كبيرة جدا تقصم ظهر أسرة القاتل وأقاربه مقابل العفو عنه فهذا لا يمكن اعتباره عفوا بالمعنى الصحيح، وإنما هي متاجرة؛ فالعفو لا يكون بمقابل. ولذلك، فإن موقف المواطن حمود بن نايل بن طوعان السويدي الشمري من قاتل ابنه وعفوه عنه واتخاذه لقرار العفو في نفس اللحظة موقف إنساني عظيم دعا إليه ديننا الحنيف.

وكان اللقاء الذي جرى بين خادم الحرمين الشريفين وبين والد القتيل وأقربائه معبرا، وأنموذجا لكل من يصاب بمصيبة في ابنه أو قريب له بأن يحذو هذا الحذو في العفو والتسامح. ولذلك وصف المليك صنيعهم بأنه:(عمل أخلاقي وبطولي وإنساني) وقال لهم حفظه الله: (أحييتم بها السنة الطيبة والخيرة العظيمة).

ويمكن القول: إن الملك عبدالله بدعوته المتكررة وفي كل مناسبة إلى التسامح والعفو والرحمة قد أشاع جوا من الصفاء والنقاء والمحبة والرحمة بين أفراد الشعب السعودي، بل وبين الشعوب قاطبة، لأن دعوته لم تكن منحصرة في المملكة، وإنما أخذت طابعا عالميا.

ولذلك نحيي كل من يتلقى هذه الدعوة ويعمل بها، لأنها دعوة خرجت من رحم القيم الإسلامية السمحة، والتي إن تمسكنا بها عشنا في بيئة أفضل تنعم بالأمن والسلام والاستقرار.








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد