Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/07/2009 G Issue 13447
الخميس 01 شعبان 1430   العدد  13447
التعامل الإعلامي المسؤول مع الكوارث

 

تعمد بعض وسائل الإعلام - مع الأسف الشديد - إلى سياسة التهويل، وخاصة عند وقوع الكوارث أو اندلاع الأوبئة، وهي سياسة تُفقد هذه الوسائل مصداقيتها في أعين المتلقِّين. هذه السياسة تهدف إلى كسب أكبر قدر ممكن من المتلقِّين، وبالتالي كسب مزيد من المعلنين والأرباح .. هذا الهدف قصير المدى، ولكن التبعات بعيدة المدى هي خسارة هذه الوسائل للمتلقِّين سواء كانوا قراءً أو مستمعين أو مشاهدين. وخاصة في ظل تزايد عدد وسائل الإعلام المختلفة، وتعدُّد مصادر الخبر، وخصوصاً في ظل تنامي المواقع الإخبارية الإليكترونية.

ومن يتابع تعامل بعض وسائل الإعلام مع الكوارث، يجد أنها تبالغ في تصوير حجمها، مما قد تخلق حالة من الهلع غير المبرّر بين المتلقِّين، كما حدث في تعاملها مع العاصفة الترابية التي كان متوقعاً أن تضرب المملكة، ولكن الله سلَّم. وهذا ينسحب أيضاً مع وباء إنفلونزا الخنازير الذي تعاملت معه بعض الوسائل الإعلامية بشكل يتنافى مع عدد من الحقائق العلمية عن هذا الوباء.

وبما أننا نعيش هذه الأيام موسم سفر وعمرة بسبب إجازات الصيف، فإنّ الشائعات حول هذا الوباء تتعاظم وتنتشر بشكل مخيف، ويساعد على ذلك التعاطي الإعلامي الخاطئ معها، مع أنّ الدور الحقيقي لوسائل الإعلام هو تبصير الناس بالحقائق، لا تشويه الحقائق!.

ولذلك، فإنّ ثمة حاجة ملحّة إلى التنسيق بين مختلف المؤسسات الإعلامية والصحية والدفاع المدني والأرصاد، وغيرها من المؤسسات التي قد تعنى بالكوارث من أجل مواجهتها بالشكل السليم، وتقليل الخسائر قدر الإمكان. وهذا يعني أنّ على وسائل الإعلام أدواراً اجتماعية تعلو فوق المصالح المادية، وفقاً لمنظور المسؤولية الاجتماعية.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد