Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/08/2009 G Issue 13480
الثلاثاء 04 رمضان 1430   العدد  13480
المنشود
إحباط هيا!!
رقية سليمان الهويريني

 

في خضم فرحة خريجات الثانوية العامة بقبولهن في الجامعات السعودية وتبادلهن التهاني والتبريكات، كانت ابنة الوطن هيا تتلوى وجعاً، وتبكي قهراً لعدم قبولها في الجامعة؛ حيث حصلت على نتيجة الثانوية العامة بنسبة80% والقدرات 68 درجة والتحصيلي 69 درجة.

تقول هيا (كنت ضمن طالبات مدرسة حكومية لا تعترف بتوزيع الملخصات وصارمة في منح الدرجات، إلا لمن تستحقها، وبحمد الله حصلت على تقدير جيد جدا، لكنه لم يشفع لي بدخول الجامعة حيث كانت تنافسني وبقوة طالبات الثانويات الأهلية اللاتي حصلت معظمهن على نسبة فوق التسعين بالمائة وكثير منهن حصلن على نسبة تقارب المائة، وتم قبولهن في الجامعات الحكومية برغم حصولهن على نسب متدنية في القياس واختبار القدرات، بينما لم يتم قبولي).

وتتساءل هيا: (إذا تساويت مع زميلاتي خريجات المدارس الأهلية في درجات القياس والتحصيلي أو تفوقت عليهن فما فائدة ذلك إذا كانت الأولوية في القبول في الجامعات الحكومية لخريجات المدارس الأهلية من ذوات النسب العالية؟)

وبقلب يعتصره الألم تمضي هيا بشرح معاناتها ومستقبلها المظلم وشدة إحباطها، وتنشد العدالة.

والحق أنني أتعاطف كثيراً مع هيا في ظل الوضع التعليمي الحالي، والانفلات في منح الدرجات لطلاب المدارس الأهلية وطالباتها. وإلا: ما معنى أن تكون نسبة الطالب في الثانوية العامة مقاربة للمائة بينما نتيجة القدرات في بحر الستينات؟! مما يظهر وجود هوة سحيقة بين نتائج القياس ونتائج خريجي مؤسساتنا التعليمية. وهو ما كشف فضائح وتناقضات وتضاربا بين نتائج القياس ونتائج الثانوية مما أثار ردود أفعال عنيفة وصدمات نفسية قاسية. ولو أحسنت الجامعات واكتفت بنتائج امتحان القدرات وأغفلت نتائج الثانوية العامة مطلقا لعدم أهميتها بسبب كرم المدارس الأهلية وبعض المدارس الحكومية في منح الدرجات بلا حساب، لتحققت العدالة بين جميع الطلبة.

ولو أعدت وزارة التربية والتعليم دراسة وإحصاء لعدد الطلبة الذين ينتقلون للدراسة في المدارس الأهلية في الثاني والثالث ثانوي فقط؛ لعلمت أن الهدف هو الاستحواذ على المزيد من الدرجات.

والخطأ الذي اقترفته وزارة التعليم العالي هو تطبيق برنامج مستورد من دول متقدمة تعليميا بلغت درجات عليا من التكامل والنضج لتوفر بنية تحتية في التعليم العام، بينما تعليمنا لازال يئن تحت وطأة التجريب بدون استراتيجية متكاملة أو وضوح في الأهداف. وكان الأجدر أخذ البرنامج حزمة واحدة، وإلا فإن تجزئته بهذا الشكل يعد مسخاً.

والمعروف أن اختبار القدرات في أمريكا(S.A.T) ركيزة أساسية في القبول الأكاديمي, وقد تم تطبيقه عام 1900م أي قبل ما يزيد عن قرن بعد دراسة مستفيضة استمرت خمس سنوات.

وكنت فيما مضى حين أرى تنافس مديرات المدارس بالحصول على نسبة نجاح مائة بالمائة، وأشاهد كرم المعلمات في منح الدرجات لتلميذات المرحلة الابتدائية والمتوسطة أقول: (الوعد الثانوية العامة) حيث الامتحانات المركزية المتكافئة لجميع طلاب المملكة وطالباتها، وكذلك تكليف معلمات من مدارس حكومية للملاحظة على طالبات المدارس الأهلية نشدا للعدالة بين طالبات الحكومي والأهلي، ولكنني الآن تبت وأقلعت عن هذه المقولة، فاعبثوا في التعليم كيفما أردتم، والوعد تدمير وطني قادم.

rogaia143@ hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض11342





 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد