Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/08/2009 G Issue 13480
الثلاثاء 04 رمضان 1430   العدد  13480
مسوح البيئة بغذاء الإنسان!

 

التغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض بات احد أكثر الملفات الدولية سخونة وأكثرها إثارة للجدل، والقوانين المحلية والدولية في جميع دول العالم باتت تراعي انعكاساته بشكل بارز وخصوصا في الدول المتقدمة.

غير أن هذا الملف الساخن الذي أصبح على رأس أولويات أجندات الأحزاب السياسية في الغرب مايزال ينظر إليه في الدول النامية وتلك التي خطت خطوات متقدمة في مسيرة النمو باعتباره ترفا فكريا واهتماما ثانويا تطور الاهتمام به نتيجة انحسار أهمية الملفات الجوهرية في تنمية الإنسان في تلك الدول نظرا لما وصلت إليه في هذا الجانب، وقد يبدو هذا الاعتقاد منطقيا للوهلة الأولى إلا أن المتأمل في قضية التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض يدرك أن الآثار السلبية لهذه الظاهرة ستطال العالم بأسره دون استثناء جغرافي وهو ما يجعل العالم اجمع مسؤولا عن مواجهته من اجل مستقبل آمن للأجيال القادمة.

انعدام الثقة العالمي وتفاقم القناعة بنظرية المؤامرة في سياسات الدول المتقدمة تجاه النامية دفع بعض المفكرين في الأخيرة إلى تجيير هذا الاهتمام وإدراجه في صلب المباحثات والاتفاقيات بينهما في سياق الهدف غير المعلن بإعاقة التنمية في تلك الدول مؤكدين أن من تسبب في هذه الأزمة هم الدول المتقدمة التي اندفعت في التصنيع وتلويث البيئة وحين تحقق لها ما أرادت على صعيد التقدم الاقتصادي تسعى اليوم لحرمان الدول النامية منه بهذه الإجراءات، أيا ما تكن الحقيقة فإن الوعي بالتغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض بات هما عالميا بكل ما تعنيه الكلمة ولم يعد من المقبول الحديث حول نظرية المؤامرة في ظل حقائق علمية تقض مضاجع العالم، لكن الأمر الذي لا يمكن تجاوزه في خضم هذا الواقع ولكي يشارك العالم بشقيه المتقدم والنامي في هذه المعركة البيئية هو عدم خلط الأجندات السياسية بالظاهرة البيئية وتزييف الحقائق العلمية لمكاسب مؤقتة وأهداف ضيقة، فالسعي المحموم الآن نحو الوقود الحيوي واستخدام منتجات الجيل الأول منه بات في حكم المؤكد كما تقول الدراسات انه يدمر فرص الدول الفقيرة في توفير الأمن الغذائي، ويضيف إلى الفقراء والمحرومين 140 مليون نسمة أخرى، باستهلاكه 2500 مليون طن من المحاصيل الزراعية المخصصة للغذاء، كما يدمر 15 - 18 مليون هكتار من الغابات، مما سيرفع من أسعار الغذاء 50% في الوقت الذي تؤكد الدراسات أن هذه الاتجاه الذي يتمسح بمسوح البيئة وحمايتها لا يمكن الاستفادة منه في تخفيف الانبعاثات الغازية قبل مرور 40 عاماً ودون أي ضمانات، فأي بيئة ستستحق الحماية حين يحرق طعام الإنسان ورزقه من أجل أوهام خلقتها أجندات سياسية معروفة الأهداف.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد